ترك برس
انتشرت في مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع الإخبارية مشاهد لطفل سوري تبدو على جسده إصابات على شكل حروق، وزعمت جهات موالية لميليشيات "YPG" المصنفة بقائمة الإرهاب إن الطفل تعرض لهجوم كيميائي خلال عملية "نبع السلام" التركية شرق نهر الفرات.
ومع تواصل العملية التي أطلقها الجيشان التركي والوطني السوري، في منطقة شرق نهر الفرات شمالي سوريا، لتطهيرها من إرهابيي "PKK - YPG" و"داعش"، وإنشاء منطقة آمنة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، تتواصل المحاولات البائسة بغية تشويه العملية عبر استخدام صور ومقاطع فيديو ملتقطة بأماكن وتواريخ أخرى.
وفي وقت سابق فندت الأمم المتحدة، على لسان المتحدثة باسم المفوضية السامية لحقوق الإنسان رافينا شمداساني، ادعاءات تنظيم "YPG - PKK" الإرهابي، باستخدام تركيا أسلحة كيميائية في عملية "نبع السلام" شمالي سوريا.
البروفيسور حلمي أوزدان، الخبير في المواد الكيمياوية والبيولوجية والنووية علّق في مقابلة مع وكالة الأناضول الرسمية بتركيا، على الصورة التي تتداولها حسابات موالية للتنظيمات الإرهابية، عن استخدام سلاح كيميائي في عملية نبع السلام.
"أوزدان" شدّد على أن أي هجوم كيميائي لا يمكن إظهاره عبر حالة شخص واحد، مؤكدا أن الهجمات الكيميائية تخلف مئات الإصابات في آن واحد.
وقال أوزدان إن هناك حملة شعواء يستهدف تركيا، لتشويه صورتها من خلال نشر صور في مواقع التواصل الاجتماعي لا تمت إلى الحقيقة بصلة.
وأضاف الخبير في المواد الكيمياوية والبيولوجية والنووية أن الصورة التي نشرتها حسابات موالية للإرهابيين، زاعمة أنها لطفل مصاب بحروق جراء الفسفور الأبيض، ما هي إلا ادعاءات كاذبة.
وأوضح أن الصورة تظهر طفلا واحدا، وفي حال وقوع هجوم كيميائي فإن مئات بل آلاف الأشخاص يتعرضون للإصابة.
وأردف أوزدان أن الكوادر الصحية الظاهرة في الصورة لم تتخذ أي احتياطات واقية عند تعاملها مع الطفل المصاب كما تزعم الصورة.
وتابع أنه "عند التركيز على الصورة ستجدون أن الطفل مصاب في جسده فقط، وأن وجهه لم يصبه أي شيء". مؤكدا أن "حروق الفسفور الأبيض لا تكون سطحية، بل عميقة، وتحرق كل أجزاء الجسم، لأنها تحرق كل مكان يلامس الأوكسجين".
وأضاف أنه في حال دخول شخص تعرض إلى هجوم كيميائي إلى قسم الطوارئ بأي مشفى، ولم يتخذ الكادر الطبي إجراءات وقاية وتطهير وتنقية، فإن المستشفى سيصبح ملوثا بالكامل.
وأوضح أن في حال وقوع هجوم كيميائي فإنه لن يسلم أحد من الإصابة حتى المصور والمعالجين، فهذا غير ممكن".
وتابع أنه "ربما أن من قام بإعداد ونشر هذا الصورة لا يملك أية معلومات عن مثل هذه الأمور". وشدد الخبير التركي أن الصورة لا تشير أبدا إلى وقوع هجوم بأسلحة كيميائية.
ولفت أوزدان إلى أن المزاعم المستندة إلى صورة الطفل المتداولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لا تستند إلى أي حجة علمية، وما هي إلى دعاية سوداء.
وفي إطار محاولاتها الرامية لتضليل الرأي العام، تتعمد حسابات موالية لمنظمة "PKK - YPG" الإرهابية في مواقع التواصل الاجتماعي إلى نشر صور ومقاطع فيديو مسجلة في أماكن ومواعيد سابقة على أنها عائدة لعملية "نبع السلام" المستمرة شمالي سوريا.
وعلى غرار عملياتها السابقة، تحرص القوات التركية على اتخاذ كافة التدابير اللازمة للحيلولة دون إلحاق الضرر بالمدنيين خلال عملية "نبع السلام" المتواصلة منذ أيام بمنطقة شرق الفرات، شمالي سوريا.
وتكافح تركيا منذ بداية إعلان تنظيم "PKK" الإرهابي الحرب على القوات التركية عام 1984 للحفاظ على أمنها الداخلي بكلفة عالية في أرواح الجنود والمواطنين الأتراك الذين يروحون ضحية الأعمال الإرهابية لـ PKK الذي يتخذ من جبال قنديل شمال العراق مقرا لمعسكراته وقواعده.
ويصنف "بي كا كا" كمنظمة إرهابية على لوائح الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا وإيران وسوريا وأستراليا، بينما لا خلاف على أن "وحدات حماية الشعب YPG" هي الأخرى تخضع لذات التصنيف كارهابية، على اعتبار أن هذه الوحدات التي تسيطر على أجزاء واسعة من شمال شرق سوريا تمثل الجناح العسكري لـ PKK.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!