هاكان جليك – صحيفة بوسطا – ترجمة وتحرير ترك برس
وصلت مناهضة تركيا حدًّا غير مسبوق في الولايات المتحدة على صعيد وزارتي الخارجية والدفاع ومجلسي الشيوخ والنواب ومنظمات المجتمع المدني والإعلام واللوبيات والرأي العام عمومًا.
أما موقف مجلس النواب ووزارة الدفاع فتجاوز حد المناهضة ليبلغ مستوى العداء. ينفذ ترامب والمؤسسات الأمريكية هجمات تلحق الضرر بالاقتصاد التركي كأداة في السياسة الخارجية.
كما أن لغة التهديد تجاه تركيا سبقت حتى تلك المستخدمة ضد إيران وكوريا الشمالية وفنزويلا وروسيا.
أبعدت قضايا مختلفة أنقرة عن واشنطن، منها اتباع تركيا سياسة خارجية مستقلة في الآونة الأخيرة، والتقارب مع روسيا بما في ذلك صفقة إس-400، وانتقال مكافحة الإرهاب إلى خارج الحدود، والمواقف المتباينة من الملفات الإيراني والفنزويلي والفلسطيني والإسرائيلي.
هناك أسباب أخرى للبرود بين البلدين، يأتي في طليعتها أنهما لم يعودا يثقان ببعضهما. فقد أصبح من الصعب اليوم الحديث حتى عن تحالف، ناهيك عن الشراكة الاستراتيجية. في مثل هذه الأجواء يلتقي أردوغان بترامب.
ثار جدل حول زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة، خصوصًا عقب خطاب ترامب الوقح. أرى أن إجراء أردوغان الزيارة كان أمرًا صائبًا.
فعدم إجراء الزيارة ربما كان سيؤدي إلى وضع القضايا العالقة على الرف نوعًا ما وإيصال الأمور إلى طريق مسدود، وفوق ذلك، كان من الممكن زيادة الهوة بين أنقرة والبيت الأبيض وهو قناة الحوار الوحيدة التي تبدو مفتوحة في الوقت الحالي.
على الرغم من أن أجندة العلاقات التركية الأمريكية حافلة بالقضايا المعقدة إلا أنني أعتقد بأن زيارة أردوغان ستتمخض عن نتائج إيجابية.
هناك مشاريع قوانين لفرض عقوبات على تركيا مرت أو تنتظر التمرير من الكونغرس الأمريكي بسبب صفقة إس-400.
لا يريد ترامب فرض العقوبات، ويسعى لتأجيلها أو تخفيفها قدر الإمكان. فهو زعيم يتعامل مع العلاقات الدولية من منطق التاجر الحاذق، ويطبق مبدأ "ماذا بعت وماذا ربحت".
وسوف يبذل جهده حتى النهاية من أجل عدم استبعاد تركيا من مشاريع شديدة الأهمية بالنسبة للصناعات العسكرية الأمريكية.
قلتها عدة مرات وأكررها، الطريق الذي يمكن سلوكه مع البيت الأبيض والرئيس فقط، ضيق جدًّا دون إقامة علاقة استراتيجية جديدة مع المؤسسات الأمريكية الهامة.
نتحدث هنا عن بيت أبيض يرصد مكافأة لمن يدلي بمعلومات تؤدي للقبض على قادة "بي كي كي" من جهة، ومستعد لاستضافة إرهابي من الكادر القيادي مطلوب بنشرة حمراء، على أعلى المستويات، من جهة أخرى.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس