ترك برس
تناول تقرير لموقع "ميدل إيست آي" البريطاني القمة السبعين لحلف شمال الأطلسي "الناتو" التي تعقد في لندن على مدى ثلاثة أيام، قال فيه إن الأنظار ستكون مصوبة نحو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأن جدول أعمل القمة سوف يشمل بشكل كبير القضايا المحيطة بتركيا.
وأخبرت مصادر مقربة من إدارة الرئيس أردوغان الموقع البريطاني أن الرئيس التركي سوف يركز بشكل أساسي على سوريا والتهديدات الإرهابية الناجمة عنها. ومن المتوقع أن يسعى الرئيس للحصول على دعم سياسي ومالي لخطة "المنطقة الآمنة" في شمال شرق سوريا.
وحدد الموقع القضايا الرئيسية المتعلقة بتركيا والتي من المتوقع مناقشتها في قمة الناتو:
أزمة خطة الدفاع
ترفض تركيا دعم خطة دفاع الناتو لدول البلطيق وبولندا واشترطت أن يقدم الحلف لأنقرة مزيدًا من الدعم السياسي لمعركتها ضد تنظيم "ي ب ك" المكون الرئيسي في قوات سوريا الديمقراطية (قسد) المدعومة من الولايات المتحدة. وطالبت تركيا الحلف بتصنيفه تنظيمًا إرهابيًا في الصياغة الرسمية كشرط للتوقيع.
ويقول المسؤولون الأتراك إنهم اتخذوا هذه الخطوة بعد أن منعت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية الموافقة على وثيقة وصفت "ي ب ك" بأنه تهديد لتركيا.
وقال مصدر أمني تركي يوم الاثنين إن تركيا لا تبتز الحلف برفضها خطة دفاعية لدول البلطيق وبولندا، وإنها تتمتع بحقوق النقض (الفيتو) كاملة داخل الحلف.
وأضاف المصدر أن عرقلة خطط معينة لكسب تنازلات بشأن قضايا أخرى هو تكتيك نموذجي لحلف الناتو تنفذه جميع الدول، معتبرا أن الأمر غير الطبيعي هو تسريب هذه المفاوضات الداخلية المنتظمة إلى وسائل الإعلام.
وقال أوزغور أونلو هيسار جيكلي، مدير تركيا في صندوق مارشال الألماني ومقره واشنطن، إنه من المحتمل أن يتم التوصل إلى حل خلال هذه القمة، بالنظر إلى أهمية خطط الدفاع.
وأضاف: "بالمقارنة مع الدول الأخرى، كانت تركيا حليفًا مريحًا حتى الآن. أنا متأكد من أن تركيا وحلفاءها سيجدون طريقة لإنهاء هذه الأزمة".
الخلاف مع ماكرون
صرح الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الشهر الماضي إن الناتو يعاني من "موت دماغي" بسبب الخلاف الاستراتيجي بين الأعضاء، خاصة فيما يتعلق بغزو تركيا لشمال سوريا.
ورد أردوغان على انتقاد ماكرون بوصف الرئيس الفرنسي بأنه هو من يعاني من الموت الدماغي، وأنه عديم الخبرة. كما اتهم أردوغان، كما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فرنسا بعدم المساهمة بما يكفي في التحالف.
كما هاجم الرئيس التركي نظيره الفرنسي بأن الحديث عن إخراج تركيا من حلف الناتو أو إبقائها ليس من شأنه ولا من صلاحياته.
النزاع في شرق المتوسط
وقعت تركيا والحكومة الليبية المعترف بها دوليا الأسبوع الماضي مذكرة تفاهم لتحديد المناطق البحرية في شرق البحر المتوسط في محاولة لمنع المزيد من أنشطة التنقيب عن الطاقة من قبل اليونان وقبرص الرومية في المنطقة.
وردًا على ذلك، قال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يوم الأحد إنه سيسعى للحصول على دعم الناتو بشأن التحركات التركية.
ويرى المسؤولون الأتراك أن اتفاقهم مع ليبيا نجاح لتركيا، لأنه من الناحية القانونية أحبط صفقة يونانية وقبرصية ومصر لتقسيم المنطقة لصالحهم.
وقال وزير الخارجية مولود تشاووش أوغلو الأسبوع الماضي إن المسؤولين الأتراك ما زالوا منفتحين لإجراء مزيد من المفاوضات مع اليونان ومصر.
سوريا
تتمثل إحدى نقاط الخلاف الخطيرة بين تركيا وبعض أعضاء الناتو الرئيسيين في العملية العسكرية التي شنتها تركيا في شمال شرق سوريا.
وقال الرئيس الفرنسي الأسبوع الماضي إن على تركيا ألا تتوقع تضامن حلفائها في الحلف معها عندما تشن عمليتها "نبع السلام" في شمال سوريا "كأمر واقع"، معتبرا أن تلك العملية عرقلت عمل التحالف الدولي ضد تنظيم داعش وأنها تهدد الحلفاء.
ورد أردوغان بالقول إن فرنسا ليس لها مكان في شؤون تركيا في سوريا، معتبرا أن فرنسا تتجاهل حساسيات تركيا في سوريا وتحاول في الوقت ذاته أن تجد لنفسها موطئ قدم في سوريا.
وسبق أن أثار ماكرون غضب تركيا من خلال استضافة ممثلي "ي ب ك" في قصر الإليزيه.
ويقول الموقع البريطاني إن أنقرة ترغب في تطبيع علاقاتها مع دول التحالف التي قلصت مبيعاتها العسكرية لتركيا، وتبحث عن دعم سياسي لخططها في شمال سوريا حيث تسعى لإقامة منطقة عازلة على طول الحدود التركية.
وقال أوزغور أونلو هيسار جيكلي إن "تركيا ستكون مجرد نقطة واحدة من بين عدة نقاط نزاع في قمة الناتو"، مضيفًا أن شراء أنقرة لنظام الدفاع الجوي الروسي S-400 سيكون محل نقاش أيضا.
وأوضح بالقول أن ماكرون سينتقد الولايات المتحدة وتركيا بسبب سوريا، وينتقد الجميع تقريبًا تركيا بسبب توغلها في سوريا والحصول على صواريخ S-400، وسينتقد ترامب جميع الأعضاء بسبب الإنفاق الدفاعي، وستنتقد ميركل ماكرون بسبب مقاربته لروسيا وتصريحاته عن الناتو؛ وسينتقد أردوغان من لا يتضامنون مع تركيا ضد الإرهاب.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!