
ترك برس
يعمل مختبر الأنثروبولوجيا التابع للقسم الجنائي بجهاز الشرطة الوطنية التركية على حل أكثر جرائم القتل تعقيدا، وهو فريد من نوعه لدرجة أنّه واحد من ثلاثة مراكز فقط من هذا النوع في العالم.
يتناول المختبر أهم مرحلة من مراحل التحقيقات الجنائية، وتم من خلال استخدام تقنياته الفائقة اكتشاف العديد من الحالات من جرائم القتل غير المبرر وحتى حالات فقدان الأطفال.
يستخدم مختبر الانثروبولوجيا طرقا مختلفة من أجل تحديد الهوية، حيث يجري اختبارات للهيكل العظمي ولعمره عبر آليات الطب الشرعي، ولا يوجد سوى ثلاث من هذه المختبرات المتقدمة في العالم، واحد منها في تركيا.
ويمكن من خلال هذه التقنيات الخاصة فحص أي عظام يتم العثور عليها، وحتى لو وجدت بعد سنوات وبغض النظر عن مكانها في الجسم، لتخضع للتحليل ويتم من خلالها الوصول إلى هوية المقتول بتنفيذ هذا الإجراء في المختبر.
بادئ ذي بدء، يتم فحص الهيكل العظمي الذي تم العثور عليه، ثم يكتب تقرير يحدد فيه عمر وجنس وطول من تعود له هذه العظام، حسب قول نائب المفوض في الشرطة التركية أونور آكيلديز، الذي قال "عندما نعد تقريرًا عن عظام موجودة لدينا تخص جسم إنسان ما، نتبع طريقة مختلفة عما كنا نفعله سابقا". و".
ويتابع قائلًا: "تختلف عظام الرجال عن عظام النساء. مثال على ذلك عندما نفحص عظم الورك، فإن عظام الحوض عند النساء تختلف زواياها عنها لدى الرجال، بسبب أن النساء يتعرضن للحمل والإنجاب... ومن ناحية أخرى، فعند تحديد عظام الجبين هل تخص رجلًا أو امرأة، فإن عظام جبين الرجل أكثر ضخامة منها عند المرأة".
ومما يساعد على تحديد هوية المقتول، أن نظام المختبر يضم طابعة ثلاثية الأبعاد تطبع مجسمًا تقديريًا للجمجمة مثلًا بالاعتماد على عينة منها، للكشف عن قرابة 90% من ملامح الوجه الفعلية.
ويؤدي مختبر الطب الشرعي دورًا مهمًا آخر أيضًا، لا سيما فيما يتعلق بالأشخاص المفقودين، وبخاصة من فقدوا في عمر صغير ولا يزال البحث عنهم مستمرًا، حيث يتم تحديد الوجه المتغير للطفل في مراحل نموه ومحاولة معرفة كيف هو شكله الآن. ويتم من خلال تقنيات المختبر الحديثة اكتشاف 90% من ميزات الوجه الفعلية للطفل المفقود، وترسل هذه الرسومات التقديرية التي ينتجها المختبر إلى مكاتب السلطات المسؤولة الموجودة في 81 ولاية تركية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!