ترك برس

رأى الإعلامي والمحلل السياسي التركي عبد الله مراد أوغلو أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قد أحدث أول تصدع علني داخل ما يُعرف بـ"تحالف ترامب"، بإقالته مستشار الأمن القومي مايك والتز، رغم أن الأخير كان يُعد من أبرز "البالغين في الغرفة" ممن يحظون بثقة المؤسسة الجمهورية.

وفي تحليل نشرته صحيفة يني شفق، أوضح مراد أوغلو أن ترامب أقال والتز بطريقة سلسة نسبيًا، عبر ترشيحه لمنصب سفير الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، وهو منصب يتطلب مصادقة مجلس الشيوخ. ومع ذلك، لفت إلى أن المصادقة على والتز قد تكون شاقة، خاصة في ظل تداعيات ما يُعرف بـ"فضيحة سيغنال غيت"، مشيرًا إلى أن الديمقراطيين سيستغلون جلسات الاستماع للضغط عليه، وواصفًا الخطوة بأنها أقرب إلى "رمي والتز تحت عجلات الحافلة".

روبيو يجمع الخارجية والأمن القومي لأول مرة منذ كيسنجر

وبيّن أوغلو أن ترامب كلّف وزير الخارجية ماركو روبيو مؤقتًا بمهام مستشار الأمن القومي، ليصبح أول مسؤول يجمع بين هذين المنصبين منذ عهد هنري كيسنجر في سبعينيات القرن الماضي. وقد اعتُبر كل من والتز وروبيو، بحسب التيارين السائدين داخل الحزبين الجمهوري والديمقراطي، من "الصقور" ذوي الكفاءة العالية، الذين يمثلون "البالغين" القادرين على توجيه ترامب وضبط إيقاعه السياسي.

وأشار أوغلو إلى أن عبارة "البالغون في الغرفة" ارتبطت في بدايات رئاسة ترامب بتعيين شخصيات من المؤسسة التقليدية لضبط سياساته الخارجية، غير أن علاقته بهؤلاء شهدت توترات متكررة، أدت إلى استقالات وإقالات، عكست الفوضى التي اتسمت بها المرحلة الأولى من رئاسته.

إقالة والتز تفجّر صراعًا داخل الفريق الترامبي

واعتبر مراد أوغلو أن إقالة والتز كشفت هشاشة التوازنات داخل الفريق المقرب من ترامب، إذ أثارت استياء أجنحة مؤثرة، استهدفت بدورها شخصيات بارزة مثل وزير الدفاع بيت هيغسث، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي غابارد، اللذين عُيّنا سابقًا بضغط من نائب الرئيس جي. دي. فانس، رغم التحفظات من عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين.

سباق داخل البيت الأبيض لخلافة والتز

وكشف أوغلو، استنادًا إلى تسريبات إعلامية، أن قائمة المرشحين المحتملين لخلافة والتز في مجلس الأمن القومي تضم شخصيات مثل ستيفن ميلر، سباستيان غوركا، مايكل أنتون، كيب كيللوغ، فريد فليتس، ريتشارد غرينيل، وستيف ويتكوف. ويُعد ستيفن ميلر، المستشار الحالي للأمن الداخلي، من أقرب المساعدين الشخصيين لترامب، وهو مهندس سياسات الهجرة المتشددة خلال ولايته الأولى.

أما غوركا، فيشغل حاليًا منصب مدير مكافحة الإرهاب، فيما سبق لأنتون وفليتس وكيللوغ أن خدموا في مناصب رفيعة داخل مجلس الأمن القومي، مع الإشارة إلى أن روبرت أوبراين، آخر مستشار للأمن القومي في إدارة ترامب الأولى، ضمن القائمة أيضًا.

منصب حساس وقريب من أذن الرئيس

ونوّه مراد أوغلو إلى أن مستشار الأمن القومي يُعد من أقرب المناصب لصانع القرار الأول في البيت الأبيض، ما يجعله هدفًا للتنافس بين دوائر النفوذ المحيطة بترامب، التي تسعى لفرض شخصيات تتماشى مع توجهاتها السياسية.

وأشار إلى تصريح أدلى به ترامب للصحفيين على متن طائرة "إير فورس وان" أثناء عودته من فلوريدا إلى واشنطن، أبدى فيه ميله لترشيح ستيفن ميلر، في إشارة واضحة لتفضيل الولاء الشخصي.

هل ينتصر الولاء أم العقيدة؟

وفي السياق ذاته، لفت أوغلو إلى وجود تفضيل آخر داخل أروقة "اليمين الجديد"، يمثله نائب الرئيس فانس، والمعلق السياسي المؤثر تاكر كارلسون، اللذان يدعمان ترشيح مايكل أنتون. ويُعرف أنتون بأنه المنظّر الأبرز لعقيدة "أمريكا أولًا"، ويشغل حاليًا منصب مدير التخطيط السياسي في وزارة الخارجية، حيث يقود جانبًا من المفاوضات مع إيران.

وأوضح أوغلو أن ترامب في قراراته المفصلية كثيرًا ما يوازن بين الولاء الشخصي والالتزام العقائدي، إلا أنه غالبًا ما يميل نحو الولاء، معتبرًا أن الرئيس الأمريكي السابق "ليس من النوع الذي يقيّد نفسه بأطر فكرية جامدة"، ولا يُستبعد أن يُفاجئ الجميع بتعيين اسم غير متوقع.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!