ترك برس
رأى الخبير الروسي، أندريه كوريبكو، أن قمة موسكو لوقف إطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في ليبيا رغم عدم نجاحها في التوصل إلى اتفاق أثبتت أنه لا يمكن تجاهل المصالح التركية والروسية في ليبيا.
وقال كوريبكو، إن موسكو وأنقرة أثبتتا أنهما مهمان في الوقت الحاضر بما فيه الكفاية في الصراع، رغم أن لكل منهما أسبابا مختلفة، وأنه لا يمكن تجاهل مصالحهما، سواء على المستوى الفردي ولكن بشكل جماعي أيضًا في إطار شراكتهما الاستراتيجية عبر الإقليمية، ومن ثم وضعهما في نفس موضع كثير من أصحاب المصلحة الآخرين مثل جيران ليبيا والاتحاد الأوروبي ودول مجلس التعاون الخليجي.
وأشار في تحليل نشره مركز جلوبال للتفكير، إلى أن رفض حفتر التوقيع على المبادرة التركية الروسية لوقف إطلاق النار يرجع إلى أنه وحلفاءه الخليجيين يظنون أنهم قد يستطيعون شن هجوم أخير على العاصمة لأخذ أكبر قدر ممكن من أجل تحسين موقفهم التفاوضي قبل محادثات السلام المقبلة، إن لم يكن الاستيلاء على العاصمة بالكامل.
واستبعد المحلل الروسي أن ينجح حفتر في السيطرة على العاصمة طرابلس، لاسيما بعد أن أوقف المرتزقة الروس الذين كانوا يقاتلون إلى جانبه عملياتهم في أعقاب اقتراح الرئيس الروسي بوتين وقف إطلاق النار.
وأضاف أنه إذا نجج جيش حكومة الوفاق الوطني في الصمود أمام هجمات قوات حفتر، فإن روسيا لديها خطة سلام مرتبطة بالأمم المتحدة جاهزة للتنفيذ.
ورأى كوريبكو أن الطريقة الأكثر واقعية لإرغام حفتر على "المساومة" مع رئيس الوزراء فايز السراج هي الضغط على مؤيديه من دول مجلس التعاون الخليجي، وتحديدا الإماراتيين والسعوديين اللذين يؤثران بقوة في أقرب حليف عسكري لحفتر وهو مصر من خلال الوسائل المالية.
وأوضح أن الطرفين السعودي والإماراتي هما الوحيدان اللذان يمكنهما الضغط على حفتر، ولكن لديهما مصالح خاصة في عدم القيام بذلك، على الأقل في هذه المرحلة الزمنية.
ولفت إلى أن حفتر لن يتوقف إلا إذا أشار مؤيدوه الخليجيون إلىه بأن الوقت قد حان بالنسبة له في النهاية.
وأردف أن على حفتر أن يعلم أنه إما أن يستولي على طرابلس الآن وقبل محادثات السلام في برلين يوم الأحد القادم، أو أنه لن يستولي عليها أبدا، وسيتعين في النهاية التوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة مع رئيس الوزراء السراج.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!