ترك برس
فور إعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، "صفقة القرن" المزعومة حول فلسطين، أكد المسؤولون الأتراك بدءاً من رأس هرم الدولة وحتى الفئات الشعبية، رفضهم القاطع لخطة البيت الأبيض، مشددين على الهوية الإسلامية والفلسطينية للقدس.
وفي الوقت الذي أدلى فيه العديد من مسؤولي الأحزاب السياسية في البلاد، تصريحات رافضة للصفقة المزعومة، تتوجه الأنظار إلى ما سيدليه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، المتواجد حالياً في جولة إفريقية، حول خطة ترامب.
وزارة الخارجية التركية، وفي بيان لها، قالت إن خطة ترامب، ولدت ميتة، مبينة أنها ترمي لقتل حل الدولتين، واغتصاب أراضي فلسطين.
وأكدت أنه لا يمكن شراء الشعب الفلسطيني وأراضيه بالمال، موضحة أن تركيا لن تسمح بالخطوات الرامية لشرعنة الاحتلال والظلم الذي تمارسه إسرائيل، وستقف دائما إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق.
بدوره، أعاد وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، تغريدة بيان الخارجية التركية، حول "صفقة القرن" المزعومة، معلقاً عليها: "ردنا الأول على الخطة المزعومة."
رئيس البرلمان التركي مصطفى شنطوب، شدد على أن "القدس خطر أحمر"، مضيفاً: "موقف تركيا من قضية فلسطين يستند إلى القانون الدولي والشرعية.. والقدس خطنا الأحمر دائماً".
وتابع "خطة ترامب المزعومة بعيدة كل البعد عن فهم القضية الفلسطينية ووضع القدس ومحكوم عليها بالفشل".
رئيس الوزراء التركي الأسبق، البروفسور أحمد داوود أوغلو، استنكر في تغريدة له، "صفقة القرن" المزعومة، مبيناً أنها تزرع بذور الحرب والتوتر في المنطقة، لا السلام.
وأكد على أن القدس عاصمة أبدية لفلسطين، ومشدداً على أن هذه الخطة التي أعدت وأعلنت في وقت يشهد فيه العالم الإسلامي، ضعفاً، مرفوضة ولن تقبل أبداً من قبل المسلمين.
وتابع: "لا يمكن تصور سلام بدون فلسطين، ولا فلسطين بدون القدس، ولا القدس بدون المسجد الأقصى."
من جهته، رئيس الشؤون الدينية التركي علي أرباش، أكد في تغريدة على "تويتر"، على أن القدس هي العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية، مبيناً أن مدينة الإنسانية القديمة وأول قبلة الإسلام، تواجه محاولة غير منصفة.
أما نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" التركي، نعمان قورتولموش، في تغريدته: "كلا يا ترامب، القدس قلب العالم الإسلامي، وعاصمة الدولة الفلسطينية".
حياتي يازيجي، نائب رئيس حزب العدالة والتنمية، الحاكم في تركيا، قال إن "القدس عاصمة أبدية لفلسطين، وصفقة القرن المزعومة برعاية الولايات المتحدة تهدف للفوضى، وليس السلام".
وشدد في تغريدة له على "تويتر"، على "ضرورة دعم العالم أجمع للشعب الفلسطيني لمواجهة هذه الخطة غير القانونية، وعلى الجميع احترام الوضع التاريخي والقانوني لفسطين".
مستشار الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان لدى حزب العدالة والتنمية الحاكم، ياسين أقطاي، أعاد تغريدة عربية مقتبسة ترجمها للتركية، وتقول: "جوهر صفقة القرن هو إقناع العرب والفلسطينيين أن فلسطين عقار لا وطن."
اتحاد رجال الأعمال الفلسطيني التركي، اعتبر أن الرد على "صفقة القرن" المزعومة الأمريكية، يكون بإنهاء الانقسام الفلسطيني، وتمتين الجبهة الداخلية الفلسطينية.
وقال الاتحاد (غير حكومي مقره إسطنبول)، في بيان إن "الرد الحقيقي على الخطوات الأمريكية السافرة والوقحة والجائرة يجب أن يبدأ بإنهاء الانقسام الداخلي، والالتفاف حول الرئيس الفلسطيني محمود عباس والقيادة الفلسطينية، خاصة ونحن على أعتاب اشتباك مباشر مع العدو وأعوانه".
وعلى الصعيد الشعبي، شهدت العاصمة التركية أنقرة، مساء أمس الثلاثاء، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية، رفضًا لـ"صفقة القرن" المزعومة.
وجاءت الوقفة تلبية لدعوة، وجهتها العديد من المؤسسات الإغاثية، والنقابات، ومنظمات المجتمع المدني، حيث احتشد المحتجون أمام السفارة للتنديد بالخطة الأمريكية.
وحرص المحتجون على رفع لافتات عليها عبارات مناصرة للقدس من قبيل "القدس إسلامية"، و"سلام على القدس"، و"نحن يقظون من أجل فلسطين"، ورددوا هتافات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل، وفقاً لما نقلته "الأناضول".
كما شهدت مدينة إسطنبول التركية، مساء أمس الثلاثاء أيضًا وقفة مماثلة أمام القنصلية الأمريكية، حيث احتشد المحتجون للتعبير عن رفضهم للصفقة، ووقوفهم بجانب الشعب الفلسطيني.
ومساء أمس الثلاثاء، أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بواشنطن "صفقة القرن" المزعومة، بحضور رئيس الوزراء الإسرائيلي المنتهية ولايته بنيامين نتنياهو.
وتتضمن الخطة التي رفضتها السلطة الفلسطينية وكافة فصائل المقاومة، إقامة دولة فلسطينية "متصلة" في صورة أرخبيل تربطه جسور وأنفاق، وجعل مدينة القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!