ترك برس
أدّى تفشّي فيروس كورونا في الصين إلى طفرةٍ في الطلب على الكمّامات لتغطية الأنف والفم. وقد أعلن مصنّعو الكمّامات الأتراك أنهم تلقّوا طلبًا بـ200 مليون كمّامة، وهو رقمٌ ضخمٌ مقارنةً بالإنتاج السنوي التركي الذي يصل إلى 150 مليون. وقد ارتفع الطلبُ خلال الأيام العشرة الماضية مع ازدياد عدد الوفيات بسبب الفيروس.
ومع أن الصين تُعدُّ من كبار مصنّعي الكمّامات في العالم، إلا أن تفشّي المرض مؤخرًا فرض ضغوطًا على المصنّعين المحليين وأجبر البلاد على اللجوء إلى الخارج.
ونظرًا للظروف الأخيرة مدّدت المصانع التركية عدد ساعات العمل لتتمكن من تلبية الطلب. وقال فاتح أرباجي أحد مالكي شركة "آك ييل الطبية" (Ak-Yel Medikal) ومقرّها غرب إزمير، إنهم "تفاجؤوا" بالطلب الكبير. وسترسل الشركة التي تعمل في المجال منذ 17 عامًا الدفعة الأولى المؤلفة من 250 ألف كمّامة إلى الصين. وذكر أرباجي لوكالة الأناضول أن الدول التي كانت تستورد الكمّامات من الصين لجأت إلى تركيا للاستيراد منها. وأضاف: "نحن نتحدث عن حجم تصديرٍ كبيرٍ مع السعة المحدودة التي لدينا. إننا نعمل على مدار الساعة من أجل تلبية الطلب".
ومن جهته قال فرقان باشاران الذي يدير شركةً متخصصة بمنتجات السلامة في مكان العمل ومقرّها إسطنبول، إن إمدادات الكمّامات في تركيا "قد نفدت". وفي حديثه لوكالة الأناضول قال: "يعطي المصنّعون في هذه الأيام مهلة 8 أسابيع للتسليم على الرغم من أنهم يعملون في ثلاث نوباتٍ وخلال أيام الأحد أيضًا".
وقال باشاران إنهم لم يكونوا على درايةٍ بأنواع الكمّامات التي تعمل بشكلٍ أفضل للحماية من الفيروس، وأضاف: "إن الشركات الصينية تطلب كمّامات من الفئة (إن95 N95)، التي تتمتّع بمستوى الحماية (إف إف بي3 FFP3) وفقًا للمعايير الأمريكية والأوروبية. إنها مفضلةٌ لأنها توفّر حمايةً أكثر بـ 50 مرة في تصفية الملوّثات كالبكتيريا والفيروسات والغبار والضباب والدخان مقارنةً بالكمّامات العادية. تُباع هذه الكمّامات بحوالي 1.8-3 يورو [$1.99-$3.32]، وفقًا لمعايير الجودة". وحذّر باشاران من أن الطلب الكبير على الكمّامات قد يضع تركيا في خطرٍ في حال وقوع إصابات في البلاد.
وقال باشاران: "ليست لدينا إمداداتٌ الآن، وإذا وصل الفيروس إلى تركيا فقد ينتهي الأمر بالكمّامات أن تُباع في السوق السوداء". وأضاف أنه إلى جانب الكمّامات فقد ارتفع الطلبُ على البدلات الواقية كذلك.
ومن جهته يقول سيردار سيردار أوغلو وهو صاحبُ شركة عاملة في هذا المجال أيضًا، إنهم قد باعوا 15 ألف كمّامة خلال أسبوع واحد، وأضاف: "بعضُ الشركات تحاول رفع سعر الكمّامة لكننا لا نسمح لهم بذلك".
أدّى تفشّي المرض إلى زيادة الطلب على الكمّامات الواقية ليس فقط في الصين ولكن في مطارات من مختلف أنحاء العالم بما فيها مطار إسطنبول.
وذكرت الأنباء يوم الخميس الماضي أن أكثر من 10 آلاف كمّامة قد بيعت في صيدليات مطار إسطنبول حتى الآن. كما قام المطار بتنفيذ التدابير الوقائية الأولية. فعلى سبيل المثال، يتعيّن على المسافرين القادمين من المدن الصينية التي لم يتمّ إغلاقها بعد بسبب تفشي المرض المرور من أمام كاميرات حرارية بإمكانها اكتشاف أي ارتفاع في درجات الحرارة والذي يُعدُّ أحد الأعراض الرئيسية للمرض.
وذكرت نورجان إركول، التي تعمل صيدلانية في مطار إسطنبول، أن الناس الذي عاشوا في تلك البلاد معتادين على استعمال الكمّامات الواقية، إلا أنهم اعتادوا على شراء 2-3 من الكمّامات في المرة الواحدة، في حين يقومون هذه الأيام بشراء عدة صناديق.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!