سامي كوهين – صحيفة ملليت – ترجمة وتحرير ترك برس
أوضح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في كلمته أمام الكتلة النيابية قبل أيام، الخطوط العريضة للاستراتيجية التي ستتبعها تركيا بخصوص سوريا من الآن فصاعدًا.
تشكل هذه الاستراتيجية، التي تكونت بعد الهجمات على القوات التركية في إدلب، منعطفًا في مقاربة أنقرة ليس تجاه هذه المسألة فحسب، وإنما إزاء السياسة الخارجية برمتها في الوقت نفسه.
في ظل كلمة أردوغان والتحليلات حولها من الممكن تلخيص العناصر الرئيسية للاستراتيجية الجديدة كما يلي:
أصبح نطاق عمليات القوات التركية في سوريا "كل مكان" بحسب تعبير أردوغان، أي البلد بأكمله.
في حال وقوع هجوم سترد تركيا ليس بعملية بالمثل وإنما على شكل هجوم مضاد واسع النطاق.
هذا يعني دخول "حرب وإن كانت غير معلنة" بين القوات التركية والقوات التابعة لنظام الأسد.
أصبح الهدف بالنسبة لتركيا نظام الأسد. من الآن فصاعدًا ستستهدف أنقرة الأسد مباشرة جراء مواقفه العدوانية. ولذلك ستصبح "طرفًا" مؤكدًا في المسألة السورية.
تشترط تركيا انسحاب قوات لنظام السوري من المناطق التي استولت عليها في إدلب خلال الآونة الأخيرة متجاهلة اتفاق سوتشي.
وتعلن أنه في حال عدم تنفيذ هذا الشرط فإنها سوف تطلق عملية عسكرية واسعة النطاق من الجو والبر. هذا جزء من عنصر الردع في الاستراتيجية التركية.
وبناء على ذلك، إذا وافق الأسد على الشروط يكون الردع قد آتى ثماره، وإلا فإن القوات التركية سترضخ جيش الأسد بالقوة على جبهة واسعة.
موقع الثقل في الاستراتيجية هو تفعيل الخيار العسكري، علاوة على الأبعاد الدبلوماسية.
هذا ما ركز عليه أردوغان في كلمته، مشيرًا إلى الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في "الحل السياسي"، وأعرب في اتصاله مع بوتين عن مقترحاته وتطلعاته.
بعبارة أخرى، تتيح الاستراتيجية الجديدة فرصة فتح عملية دبلوماسية من أجل الحيلولة دون الاقتتال في أجواء استعراض القوة العسكرية.
لا شك أن الدور الذي ستلعبه روسيا مهم جدًّا في تحقق هذه الفرصة. وفي الحقيقة، لا بد أن يقوم بوتين بفرملة الأسد والحيلولة دون لجوئه إلى تحركات استفزازية.
أي هجوم جديد للنظام قد يؤدي إلى تفعيل الخيارات العسكرية التي تتضمنها الاستراتيجية التركية الجديدة.
فهل تتمكن المفاوضات المزمع إجراؤها مع روسيا في الأيام القادمة، والاتصالات مع القوى الأخرى من التوصل إلى قاسم مشترك من أجل حل الأزمة في إدلب على الأقل؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس