ترك برس
تساءل تقرير صحفي عمّا إذا كانت الطائرات التركية قادرة على قصف ميليشيات نظام الأسد، دون الحاجة إلى دخول الأجواء السورية.
وعلى الرغم من منع الروس الطيران التركي من التحليق في المجال الجوي السوري، وما يمكن أن يؤدي إليه هذا الاحتكاك في حال قررت تركيا دفع طائرات فوق إدلب لحماية قواتها على الأرض، إلا أن السؤال الأهم، هو ما مدى إمكانية شن أنقرة هجمات جوية ضد النظام، من داخل مجالها الجوي.
ويشير تقرير لصحيفة "عربي21" الإلكترونية، إلى أن تركيا تمتلك مقاتلات حديثة واستراتيجية قادرة على توجيه ضربات، من داخل مجالها الجوي، دون الحاجة لاختراق الأجواء السورية، والدخول في صدام مع الروس، يمكن أن يشعل حربا بين دولتين، وهو ما يرى مراقبون أن الطرفين يتجنبانه.
ووفقا لخبراء عسكريين تمتلك تركيا، صواريخ محمولة على المقاتلات يمكن أن تصل في مداها إلى نحو 45 كيلومترا، في حال ضربت من الأجواء التركية.
وهنا تسائلت الصحيفة، عن سبب عدم استخدام تركيا هذا الخيار حتى الآن وما مدى فاعليته في حال اللجوء إليه، لتأمين تحركات القوات الأرضية المتقدمة؟.
ونقلت عن المحلل العسكري العقيد أحمد الحمادي، قوله إن تركيا لديها قدرات جوية قادرة على إصابة أهداف انطلاقا من مجالها الجوي، دون الحاجة إلى دخول أجواء الشمال السوري.
وأوضح الحمادي، أن الروس لغاية اللحظة، لا يسمحون لتركيا باستخدام الطيران في تحركاتهم، لعلمهم أن قوات النظام لن تصمد ساعة واحدة في حال دخل الطيران على الخط، وبالمقابل اختراق الطيران التركي أجواء سوريا، يمكن أن يشعل معركة بينهم وبين الروس، وهو ما لا يريده الطرفان".
ولفت الحمادي إلى أن الطائرات التركية قادرة من خلال تحليقها على مسار الحدود مع سوريا، على توجيه ضربات من الجو لأهداف تابعة للنظام وإصابتها بدقة بمدى يصل إلى نحو 45 كيلومترا.
وأضاف: "هناك المقاتلات من طراز أف 16 وأف 35، وهي قادرة على حمل صواريخ قد تصل إلى سراقب، وتؤمن حركة القوات على الأرض، وإجبار النظام على التراجع".
ولفت الحمادي إلى أن الضربات الجوية، "تساهم في إلحاق الخسائر بالخصم بصورة أسرع، وتسمح بتقدم أكثر سرعة، لكن المزيد من الدقة في ضرب أهداف النظام، يحتاج طلعات جوية داخل الأجواء السورية، والضرب من الخارج لا يقدم النتيجة المطلوبة".
وفضلا عن ذلك أشار المحلل العسكري إلى وجود صواريخ ذكية، من تصنيع تركيا، قادرة على توجيه ضربات في عمق النظام، وتصل إلى مديات أبعد من عشرات الكيلومترات، في حال دعت الحاجة لاستخدامها.
ويتفق العقيد المتقاعد والباحث بمركز راسام للدراسات السياسية والاستراتيجية حاتم الفلاحي مع الحمادي، بشأن تنفيذ ضربات من الأجواء التركية، لكنه في المقابل تحدث عن معيقات على ساحة العمليات.
وقال الفلاحي: "الضربات من داخل المجال الجوي ممكنة، وتحقق عددا من الأهداف، لكنها في المقابل غير كافية لدعم القطعات العسكرية على الأرض، لأن المطلوب غطاء جوي متكامل".
وأشار إلى أن السؤال الأبرز هنا: "هو هل ستسمح موسكو لمقاتلات تركيا بدخول الأجواء السورية؟". مجيبا: "غالبا روسيا لن تسمح بهذا الخيار، وحين دخلت القوات الجوية التركية أجواء عملية غصن الزيتون، كان بتنسيق كامل مع الروس، لكن في حال النظام السوري فموسكو تقدم له الدعم ولا يمكن أن تسمح بسحقه عبر المقاتلات التركية".
ولفت الفلاحي إلى أن الدعم العملياتي للقوات المتقدمة على الأرض، دون تغطية الطيران، سيكون ضعيفا، وبطيئا، ولن يحقق النتائج المرجوة.
وعلى صعيد الإسناد الجوي المطلوب في العمليات، أوضح المحلل العسكري: "أننا يجب أن نفرق بين أمرين، الإسناد القريب للقطعات الأمامية، وهذا يتم عبر طائرات متخصصة، والآخر إسناد بعيد مثل ضرب خلفيات الخصم ومواقعه الإدارية ومقرات العمليات وطرق المواصلات، وله سياقات محددة في العمليات العسكرية".
وعلى صعيد التقدم في إدلب، قال الفلاحي: إن "تأمين القوات المتقدمة مثل ما يجري الآن مسألة صعبة، لأن هذه القوات يجب أن ترافقها تغطية كما نسميها (سمتية) كالطائرات المروحية، مثل الأباتشي وطائرة أتاك التركية، للتعامل مع قوات الخصم على الأرض، وضرب الدبابات، والمواقع الحصينة، والخطوط الأمامية، وبدون هذه التغطية، تأمين القوات يصبح مهمة صعبة على الأرض".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!