جيم كوتشوك – صحيفة تركيا – ترجمة وتحرير ترك برس
بينما كنت أنهي مقالي أمس، ورد نبأ الهجوم الجوي من جانب النظام السوري المدعوم روسيًّا على القوات التركية المتمركزة في إدلب.
سقط اثنان من عناصر الجيش التركي، وأصيب خمسة آخرون في الهجوم. ردت تركيا وما تزال، بالطريقة اللازمة على هجمات النظام.
لو أن الأمر كان يتعلق فقط بنظام الأسد لهانت الأمور، لكن روسيا تقف وراء الستار. سقط 15 عنصرًا من القوات التركية في إدلب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
يسعى النظام إلى جعل المنطقة مهجورة من السكان، ولذلك يمارس القصف الجوي عليها، فيتجه مئات الآلاف من سكانها إلى الحدود التركية.
بيد أن مسار أستانة موجود، ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أعلن عن استعداد بلاده من أجل إجراء مباحثات بخصوص إدلب، وكذلك فعل نظيره التركي مولود تشاوش أوغلو.
التحركات الدبلوماسية مستمرة لكن ما حدث من هجمات لا يقع حتى في حالة الحرب. فتنفيذ غارات جوية بينما الأطراف تجري مفاوضات يعني تصعيد التوتر في المنطقة.
لا يعترضن أحد على ما أقوله، لكن الفاعل الحقيقي لهذه الهجمات هو روسيا. لا يجرؤ النظام السوري على تنفيذها من تلقاء نفسه.
تصر روسيا على أن تعترف أنقرة بالأسد، وتريد منها إخراج الجيش التركي من المنطقة. ولذلك تستخدم قوتها الجوية.
ليس هناك أي قيمة لحياة الإنسان بالنسبة لروسيا، ولا تكترث لحقوق الإنسان. لكنها أصبحت أيضًا لا تقيم وزنًا للاتفاقيات المبرمة.
قد تبرم تركيا كل ما تراه مناسبًا من اتفاقيات مع أي كان بموجب مصالحها. لكن فقدان 15 من جنودها خلال ثلاثة أسابيع كثير جدًّا، ويجب أن تقف في مواجهة مع روسيا.
ينبغي على أنقرة أن تعيد النظر في كلفة التقارب إلى هذا الحد مع موسكو. لا أقول بوجود قطع العلاقات، لكن روسيا لا تلتزم بالأعراف الدبلوماسية ولا تحترم الاتفاقيات.
أعتقد أن تركيا سوف تتخذ التدابير اللازمة في هذه الحالة، لأن روسيا لا تترك أمامها خيارًا آخر. والمباحثات المزمع إجراؤها في إيران الأسبوع القادم لن يكون لها معنى.
لن يفلح من يظنون أن موقفهم سيكون أقوى على طاولة المفاوضات من خلال هذه الهجمات.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس