ترك برس
حذر المحلل السياسي الروسي، أندريه كوريبكو، من أن رئيس النظام السوري بشار الأسد يسعى إلى إحداث صدام بين أنقرة وموسكو، على غرار ما فعل الرئيس الجورجي السابق، ميخائيل ساكاشفيلي، حين سعى في عام 2008 إلى جر الولايات المتحدة إلى صدام مع روسيا.
وقال كوريبكو إن الحملة الأخيرة التي تشنها قوات النظام على إدلب أثارت مخاوف جدية من حدوث صدام تقليدي واسع النطاق بينه وبين الجيش التركي الموجود في تلك المنطقة في إطار مسؤولياتها بموجب عملية السلام في أستانا التي دعمتها دمشق باستمرار منذ بدأت منذ ثلاثة أعوام.
وأضاف أن هناك مخاوف من أن روسيا قد تنجر إلى أزمة مع تركيا بسبب التحركات الأخيرة لسوريا، مثلما حاول الرئيس الجورجي السابق ساكاشفيلي جر الولايات المتحدة إلى أزمة مع روسيا خلال هجومه الفاشل عام 2008 على أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وإعادتهما إلى سيادة جورجيا.
وأشار المحلل الروسي إلى أن هناك بعض بعض أوجه التشابه الهيكلية بين ما يقوم به بشار الأسد حاليًا وما حاولت جورجيا تحقيقه من قبل، وإن كان بينهما اختلافات قانونية دولية مهمة جدًا لدرجة لا يمكن تجاهلها.
وأوضح أن من أبرز وجوه الشبه أن سوريا وجورجيا يدعمهما رعاة أقوياء، روسيا والولايات المتحدة على التوالي.
وعلاوة على ذلك، كان لجيران البلدين قوات عسكرية في المناطق المذكورة قبل بدء الأعمال العدائية واسعة النطاق نتيجة للاتفاقيات القانونية الدولية التي تدعمها كل من دمشق وتبليسي.
وأضاف أنه ربما كانت سوريا وجورجيا تعتقدان أنهما تستطيعان أن تجرا رعاتهما الأكبر حجمًا إلى صراع تقليدي مع دولتها المجاورة من خلال شن هجمات لإجبار الأخيرة على الانسحاب من أجل تجنب حرب أكبر كان يمكن أن تندلع بينهما.
وبهذا المعنى، كما يقول كوريبكو، لا يبدو أن هناك فرقًا كبيرًا بين ما يقوم به بشار الأسد حاليًا وما حاولت جورجيا في وقت سابق.
ولكن كوريبكو لفت إلى أن الشراكة الاستراتيجية الروسية التركية ما تزال قوية.
واورد دليلًا على ذلك تصريح وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف في نهاية الأسبوع عندما قال "لدينا علاقات جيدة للغاية مع تركيا، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نتفق على كل شيء، لأنه لا يمكن الاتفاق التام بين أي بلدين على جميع القضايا".
كما أكد المتحدث الرئاسي بوشكوف موقف بلاده من أن الصدام المحتمل بين الجيشين التركي والسوري سيمثل "سيناريو أسوأ الحالات". في إشارة واضحة إلى أن موسكو ستفعل كل ما في وسعها للقيام به لمنع حدوث ذلك.
وخلص كوريبكو إلى أنه إذا سعى الأسد إلى السير على خطى ساكاشفيلي بمحاولة جر راعيه الروسي إلى صدام تقليدي مع تركيا، كما حاول الزعيم الجورجي السابق أن يفعل الشيء نفسه مع الولايات المتحدة تجاه روسيا، فسوف يفشل بالتأكيد، وقد يكون مصيره نفس مصير ساكاشفيلي الذي اعتقل وحوكم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!