تورغاي غولر – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
من كان يقول إننا سنستيقظ ذات يوم والعالم بأسره يتعرض لهجوم فيروس لا تراه العين المجردة!
العالم بأسره، ولا أحد في مأمن.
لن تنفعكم أموالكم ولا أدويتكم ولا أسلحتكم المتطورة.
كما لو أنه سيناريو فيلم رعب.
كما قلت في العنوان، إن لم توافقني الرأي فاعتبر نفسك لم تقرأ المقال.
لا أنوي فتح موضوع نقاش جديد في هذه الأيام التي يسودها الخوف والرعب.
لذلك من لا يرى رأيي فليمر مرور الكرام.
من لزموا الصمت عندما قُتل الرضع والأطفال والنساء في سوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وباكستان والسودان والصومال، أغلقوا أبوابهم اليوم على أنفسهم خشية الموت.
مع أن بلدانهم لم تشهد حروبًا، ودولهم كانت قوية، وأموالهم وفيرة. أشعلوا النار في أنحاء من العالم، وجلسوا يتفرجون من بعيد. كانوا في غاية الراحة.
هناك، كان الآباء والأمهات يهرولون إلى غرف أبنائهم حين يقصف الرعد، لكنهم لم يفكروا بالآباء والأمهات الذين كان أطفالهم تحت القصف. لم يحذروا قادتهم أبدًا.
أغلقوا أبوابهم في وجه الفارين من الموت. لكن ماذا بعد ذلك؟
حتى هذا الفيروس اللعين، الذي اجتاح العالم، كان أكثر إنصافًا وعدلًا منهم. فهو ابتعد عن الأطفال قدر الإمكان.
نأتي إلى بيت القصيد.
السؤال المطروح هو: ماذا يحدث في العالم؟
هل اقترب يوم القيامة؟ هل وصلنا نهاية الطريق؟
2020.. كم هو عام رهيب بالنسبة للإنسانية!
أسراب الجراد.. الجفاف.. الزلازل.. الحروب..
لا نعلم ماذا سيحدث غدًا.
لكن يبدو أن الفيروس سيكون له تأثير أحجار الدومينو في العالم. سوف تنهار الاقتصادات، ستعيش أوروبا على الأخص آلامًا رهيبة كتلك التي عانت منها في أربعينات القرن الرابع عشر حين اجتاحها الطاعون الأسود.
لن أرد على من يقولون: "أنت تبالغ كثيرًا. أحبطت عزيمتنا. إنه مجرد وباء وهو ليس الأول من نوعه".
من كان يفكر هكذا فهو حر، لكن أنا لي رأي آخر.
لقد انفلت الإنسان من عقاله فأوغل في دماء الرضع والأطفال وأمطر الرجال والنساء والشيوخ بالقنابل دون تمييز. لم يكتفِ بما أنعم الله عليه فأفسد الزرع بطمعه.
أرغم الناس على الجوع والفقر من خلال النظام الاقتصادي الذي بناه. ينتج الأمراض ليبيع الدواء، يشعل الحروب ليبيع السلاح، يثير الأزمات ليبيع البضائع.
ملاحظة أخيرة، وضعنا أفضل قليلًا بالمقارنة مع البلدان الأخرى، بينما يجتاح الفيروس القاتل العالم. اتخذنا تدابيرنا، وإمكانياتنا كافية. تأثرنا بالفيروس وسنتأثر أكثر، لكن لن ننهار. من يدري ربما بفضل دعاء المظلومين..
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس