تورغاي غولر – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس
نخوض حربًا ضروسًا. جميعنا في حالة استنفار. لا يملك العدو سلاحًا. ليس لديه مدافع ولا بنادق، لكنه خبيث. يأسر الأجساد ويقتل أصحابها. نقف بلا حيلة، والإنسانية عاجزة.
نخوض كفاح حياة أو موت. حرب شعواء لا تنفع فيها أسلحتنا ولا تفيد أموالنا. سلاحنا الوحيد هو تدابيرنا وصبرنا وعقلنا ووحدتنا. نعمل ليل نهار من أجل إيجاد تلك الصيغة التي ستقضي على العدو. وسنجدها في نهاية المطاف.
تمامًا كما حدث قبل مئة عام. العدو يتمتع بإمكانيات كبيرة، وهناك عملاء خبثاء بإمرته.
يطالبون بفرض حظر تجول، ويسعون لتهيئة الظروف المطلوبة بغدر وخسة ودناءة. يريدون أن تتوقف عجلة الإنتاج ويبقى الناس في بيوتهم جائعين، ليضطرب الشارع.
تمامًا كما فعل الإنكليز قبل مئة عام.
إنهم أخبث من الفيروس وأخطر. بينما تكافح تركيا كورونا، يسعى هؤلاء إلى إضعاف الهمم وإثارة الفتن وبث الخوف والقلق، واستفزاز الناس.
تمامًا كما فعل الفرنسيون واليونانيون قبل مئة عام.
يريدون أن ينهار اقتصادنا، وأن تتجه بلادنا لطبع نقود بلا مقابل، وتمد يدها إلى صندوق النقد الدولي، وتقترض من هنا وهناك.
تمامًا كما فعل أنصار الانتداب قبل مئة عام.
ملاحظة أخيرة..
اليوم وبعد مرور مئة عام نملك دولة أقوى بكثير مما كانت عليه تلك الأيام.
إذا كنا نريد الانتصار في هذه الحرب وتخطي هذه الأزمة..
وإذا كنا نرغب أن نأخذ مكاننا بين الأقوياء في هذا القرن الجديد..
وإذا كنا نسعى لكي نكون بلدًا رائدًا..
وإذا كنا نحلم بأن نكون مجتمعًا مرفهًا..
ينبغي علينا أن لا نُلدغ من الجحر نفسه مرتين.
ما لم نكشف عن من يشجعون ويحمسون الدجالين الذين يريدون استغلال زمن الوباء من أجل تقسيم البلاد، ويسعون لبث الاستقطاب وسط الناس، وينشرون الفتنة بينهم..
وما لم نرَ أنشطة مؤسسات تظهر بمظهر وسائل الإعلام، وتعمل كالطابور الخامس في بلادنا وتنشئ اللوبيات، وهي في الحقيقة أجهزة استخبارات أجنبية..
لن ينتصر البلد في كفاحه هذا!
من يدفع هؤلاء اللئام والدجالين إلى الكلام؟ من يبث في نفوسهم الجرأة؟
أليس لديكم الفضول لمعرفتهم؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس