تورغاي غولر – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك بري
قام الكيان الموازي بالتّنصّت على جميع شرائح المجتمع التركي. وهذه حقيقة أصبحت معروفة من قِبل الجميع، حيث لا ينكر أحد هذا الواقع سوى مؤيّدوي هذا التنظيم.
علينا أن نتسائل الأن. من هي الشّخصيّات البارزة التي تعرّضت للتّنصّت من قِبل الكيان؟
للإجابة على هذا السّؤال، يكفينا أنّ نذكر اسم رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء. فإذا تمّ التنصّت على هذين الشخصين، فالباقي حدّث ولا حرج.
لنسأل أنفسنا على سبيل المثال هل تعرّض رئيس حزب الشّعب الجمهوري السيد "كمال كلتشدار أوغلو للتّنصّت؟ إنّني متأكّد ومن دون أدنى شك أنّه تعرّض لمثل هذه العمليّات.
لكن: متى تعرّض كلتشدار أوغلو للتّنصّت؟
لقد تعرّض للتّنصّت أثناء تحضير الفيديو المتضمّن للفضيحة الجنسية لرئيس حزبه السابق "دينيز بايكال" وتعرّض كذلك للتّنصت بعد إعلان الشّريط المسجّل وأثناء أحداث غيزي بارك التي جرت في مدينة إسطنبول.
كما تعرّض هذا الشّخص للتّنصت من قِبل الكيان الموازي، أثناء محاولة الانقلاب على الحكومة في 17/ 25 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2013.
ولربّما يخطر على أذهانكم سؤال مهمّ وهو "إذا كان هذا الكلام صحيحاً فأين كلّ هذه التّسجيلات ولماذا لم يتم نشرها على مواقع التّواصل الاجتماعي كما تمّ نشر التّسجيلات المتعلّقة برئيس الجمهورية ورئيس الوزراء".
سأجيبكم بكلّ وضوح عن كل هذه التّساؤلات والاستفسارات.
إنّ التّسجيلات الصّوتية لكمال كلتشدار أوغلو موجودة الآن بيد الكيان الموازي وبيد العقل الخفي المدبّر والمخطّط لكل هذه المؤامرات التي تجري ضدّ الحكومة الشّرعيّة في تركيا، ولربّما وصلت هذه التّسجيلات إلى الجهات المعنيّة في الدّولة التركية أيضاً.
لا أدري إن لاحظتم أنّني قلت "لربّما وصلت إلى يد الجهات المعنية في الدّولة التركية" لأنّ عناصر الكيان الموازي قاموا باصطحاب معظم هذه التّسجيلات معهم عندما فرّوا من البلاد قُبيل عمليات المداهمة الأخيرة لأجهزة الأمن ضدّهم وقاموا بمحو ما تبقّى من هذه التّسجيلات في حواسيبهم.
تبحث الدّولة التركية منذ عامٍ تقريباً بلا كللٍ ولا ملل، عن هذه التّسجيلات. وقد نجحت في العثور على بعضٍ منها ولربّما تكون التّسجيلات المتعلّقة بالسيد كمال كلتشدار أوغلو موجودة بين تلك التّسجيلات التي تمّ العثور عليها.
والمهم في هذا الأمر هنا هو: هل كان السيد كمال كلتشدار أوغلو على علمٍ بأنّ التنظيم الموازي يتنصّت على مكالماته؟
نعم لقد كان كلتشدار أوغلو على علمٍ بهذه العمليّة. لأنّكم تذكرون جميعاً كيف كان كلتشدار أوغلو ينادي بأعلى صوته بأنّه يتعرّض للتّنصّت، وذلك أثناء حملة الاعتقالات ضدّ عصابات الأرغاناكون والمطرقة الذين خططوا للانقلاب على الدّولة التركية بكافة قياداتها ومؤسّساتها.
والأن لنأتي سويّةً إلى المحك الرئيسي في هذا المحور.
إنّ الارتباط الوثيق واللصيق بين الكيان الموازي وحزب الشّعب الجمهوري بات ظاهراً للعيان. فلست أنا من يدّعي هذا، بل إنّ إحدى أعمدة هذا الحزب هي من اعترفت بذلك. فكلّكم تذكرون تصريحان النّائبة البرلمانية "بيرغول أيمن غولير" في هذا الصّدد. حيث أعلنت للملأ بأنّ حزب الشّعب الجمهوري عقد اتّفاقاً مع الكيان الموازي خلال انتخابات الإدارة المحليّة التي جرت في 30 آذار/ مارس من العام الماضي.
لنقل أنّ النّائبة غولير تُعدّ من المعارضات لسياسات كلتشدار أوغلو وأرادت بهذه التّصريحات الإساءة لرئيس الحزب، إلّا أنّ "غورسيل تكين" الاسم المقرّب من كلتشدار أوغلو لم ينكر هذا الاتفاق عندما قال "لسنا بعيدين عن جماعة غولن ولسنا قريبين منهم في نفس الوقت"
وأودّ أن أتسائل هنا:
هل يمارس عناصر الكيان الموازي ضغوطاً على قيادات حزب الشّعب الجمهوري من خلال ما يتوفّر لديهم من تسجيلات بحق هؤلاء الأشخاص؟
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس