ترك برس
قالت الباحثة المتخصصة في الدبلوماسية التركية في معهد باريس للدراسات السياسية، جنى جبور، إن لجوء تركيا إلى المساعدة الإنسانية ليس بجديد.
وذكرت لوكالة فرانس برس أن الرئيس التركي أردوغان لطالما أراد وضع تركيا كقوة إنسانية تستجيب لنجدة المحتاجين، سواء كانت الأقليات المسلمة المضطهدة أو الدول التي تعرضت للكوارث الطبيعية.
وحول توجيه المساعدات التركية إلى الدول الأوروبية، رأت جبور: "أن الأمر يتعلق بإظهار أن تركيا هي قوة نافذة ولديها القدرة على تقديم المساعدة إلى الدول الأوروبية، التي أصبحت بدورها مريضة، بالمعنى الحرفي والمجازي".
وأرسلت تركيا في الأسابيع الأخيرة، طائرات محملة بالأقنعة والقمصان الطبية وزجاجات التعقيم إلى إيطاليا وإسبانيا وبريطانيا.
ورأت الوكالة الفرنسية أن الرئيس التركي يحاول عبر إرسال المعدات إلى هذه البلدان التي تفتقر إليها بشدة، تهدئة العلاقات المتوترة مع الغرب منذ عام 2016.
وأشار الباحث سونر تشاغابتاي، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إلى أنه إضافة إلى العملية الدعائية فإن "هناك بعدًا استراتيجيًا في اختيار الدول التي تساعدها تركيا".
ولفت كاجابتاي إلى أن تركيا تريد عبر إرسال معدات الأسبوع الماضي إلى خمس دول في البلقان، التي كانت خاضعة سابقًا للحكم العثماني، تعزيز صورة "العم السخي".
وفي مثال آخر، أرسلت تركيا إمدادات طبية إلى ليبيا، التي تعاني من نظام صحي منهك بسبب النزاع بين حكومة طرابلس التي تدعمها أنقرة، والقوات المنشقة التي تدعمها الإمارات العربية المتحدة ومصر.
وأوضح كاجابتاي أن الهدف هو: "ضمان عدم انهيار حكومة طرابلس تحت وطأة الوباء. وهذا جانب آخر من المنافسة بين تركيا والإمارات".
كما سمحت أزمة وباء "كوفيد-19" لأنقرة بمد يد الصلح إلى البلدان التي يشوب علاقتها الفتور مع تركيا.
وقال إبراهيم قالين، المتحدث باسم الرئاسة الأحد إن إردوغان سمح ببيع دواء لأرمينيا دون أن يحدد طبيعته.
وأضاف أن تركيا استجابت لطلب من إسرائيل بشأن الحصول على إمدادات طبية، رغم التوتر الشديد بين البلدين، مضيفًا أنه سيتم أيضًا إرسال الإمدادات للفلسطينيين مجانًا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!