ترك برس
تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "فير أوبزرفر" الدولية مقالا للمحلل الروسي سيرغي سوخانكين، عن التطور الكبير الذي حققته تركيا في السنوات الأخيرة في مجال الطائرات المسيرة، وهو ما يجعلها قوة عظمى في هذا المجال.
ويستهل سوخانكين مقاله بالإشارة إلى أنه منذ شباط/ فبراير 2002، عندما قامت طائرة أمريكية عن بعد، من طراز "بريداتور"، بأول مهمة قتالية، أصبح الاستحواذ على الطائرات بدون كيار أولوية قصوى ومسألة مرموقة لجميع البلدان المتقدمة تقنيًا وعسكريا. وقد انضمت تركيا الآن هذا النادي النخبوي.
صعود تركيا
ويقول المحلل الروسي إن أنقرة بدأت نتيجة الحظر المفروض على تصدير السلاح إليها في عام 1975، برنامجًا طموحًا لاستبدال الواردات، فظهرت شركة الصناعات الدفاعية "أسيلسان"، وفي وقت لاحق ظهر لاعبون كبار جدد مثل و"ركيتسان" والشركة التركية لصناعات الفضاء والطيران "تاي".
ويضيف أن تركيا واصلت مع ذلك استيراد الطائرات المسيرة إلى أن أصيبت بخيبة أمل من شراء طائرات مسيرة أمريكية في عام 1996، ثم طائرات إسرائيلية في عام 2006، وهو ما دفع أنقرة إلى اتباع استراتيجية استبدال الواردات.
كان القرار الأمريكي بمنع تصدير هذا النوع من الطائرات دافعا أكبر لأنقرة نحو استراتيجيتها الجديدة ونجاحها.
ويقتبس المحلل الروسي في هذا الصدد ما قاله إسماعيل دمير، رئيس وكالة الصناعات الدفاعية: "لا أريد أن أكون ساخرًا، لكن أود أن أشكر الإدارة الأمريكية على المشاريع التي لم توافق عليها لأنها أجبرتنا على تطوير أنظمتنا".
"بحلول عام 2018، حققت تركيا تقدمًا واضحًا في مجال الطائرات بدون طيار التي يستعملها الجيش التركي في العمليات العسكرية. وقرب نهاية عام 2019، أصبحت تركيا ثاني أكبر مستخدم للطائرات بدون طيار القاتلة في العالم، وأول دولة تستخدم طائرات بدون طيار قادرة على العثور على الأهداف وتتبعها وقتلها دون تدخل بشري".
وفي هذه المرحلة، قامت طائرة "بايراكتار تي بي 2" بأول مهمة قتالية في عام 2016، لتصبح أول طائرة بدون طيار مسلحة محليًا في تركيا.
النجاح في سوريا
ويشير سوخانكين إلى أن هجوم جيش النظام السوري على قافلة عسكرية ومرصد عسكري تركي ومقتل 34 جنديًا تركيًا. في اليوم التالي، دفع تركيا إطلاق عملية درع الربيع، التي أدت إلى تكبيد جيش النظام خسائر فادحة في الطائرات وأنظمة الدفاع الجوي.
مما أدى، وفقًا لوزير الدفاع الوطني التركي خلوصي أكار، إلى خسائر مدمرة تكبدتها قوات النظام السوري: طائرتان نفاثتان وطائرتان بدون طيار وثماني طائرات هليكوبتر و135 دبابة وخمسة أنظمة للدفاع الجوي. كما قال الجيش التركي إنه حيّد 2،557 من عناصر قوات النظام السوري.
ويلفت إلى أنه على الرغم من أن رقم خسائر النظام الدقيق لا يزال موضع نقاش حاد، فإن حقيقة توقف التقدم السريع لقوات الأسد واستقرار خط الجبهة ليست محل نقاش.
وويضيف أن هذه العملية السريعة أظهرت ثلاث نقاط مهمة.
أولاً، لدى تركيا النية لاختبار قدرات قواتها من الطائرات بدون طيار بطريقة ضخمة ومنسقة.
ثانياً، أنقرة مستعدة لاستخدام طائرات بدون طيار قتالية ضد قوات النظام.
ثالثًا، أن الخسائر الفادحة التي تكبدتها قوات النظام، على الرغم من أن الخسائر الفعلية قد تكون أقل إلى حد ما مما يقوله الجانب التركي، يجب أن تعزى إلى استخدام "بايراكتار تي بي 2"، و"أنكا إس".
ومع ذلك، والكلام للمحلل الروسي، فإن فعالية الطائرات بدون طيار التركية تعتمد على البيئة التشغيلية. على سبيل المثال، في تونس، حيث سيتم استخدام الطائرات بدون طيار ضد المتطرفين المحليين ذوي التدريب السيئ وغير المتخصصين في الأراضي المفتوحة، من المتوقع أن تكون "أنكا إس" ناجحة.
أما في أوكرانيا حيث استخدمت روسيا وسائل متقدمة للحرب الإلكترونية، فقد تكون الطائرات بدون طيار التركية أقل فعالية.
لكنه يستدرك أنه في الفترة بين 2018 وأوائل 2020 أظهرت تركيا كيف أصبحت قوة عظمى في الطائرات بدون طيار. وستؤدي المزيد من الخطوات نحو القضاء على بعض أوجه القصور التي لوحظت في سوريا، والتي سترتقي الطائرات بدون طيار التركية إلى مستوى جديد نوعيًا.
وختم سوخانكين مقاله بالقول: "يجب أن تتم مراجعة نتائج العملية الأخيرة بشكل نقدي من قبل الجانب التركي. يبدو الأمر مثيرًا للإعجاب، فقد تم ضمان النصر في المقام الأول بسبب مزيج من التفوق التكنولوجي الواضح، وعنصر المفاجأة والمشاركة المحدودة جدًا للجانب الروسي بوسائله المتقدمة للحرب الإلكترونية".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!