ترك برس
يقف العاملون في مجال الرعاية الصحية بالجبهة الأمامية لمكافحة تفشي فيروس كورونا، وقد شهد مراسل ومصور قناة "تي ري تي" يومًا من أيام كفاح أحد العاملين في مجال الرعاية الصحية، وهي الممرضة في قسم العناية المركزة آيشة نور كولالي، وما تمر به في هذا اليوم من معاناة أثناء التصدي لفيروس كورونا في قسم العناية المركزة.
في حديث للصحفيين قالت كولالي" "اسمي آيشة نور كولالي، أعمل في قسم العناية المركزة منذ عامين. عملنا في قسم العناية المركزة في السابق كان مع حالات المستوى الثالث، أما حاليا نعمل فقط مع مرضى كورونا".
وعند سؤالها عن ساعات عملها، أجابت: "أعمل في وردية بالعناية المركزة لمدة 8 ساعات. ليس الحال في المناوبات أن اكون في الداخل 4 ساعات وفي الخارج 4 ساعات، بل أدخل أول 4 ساعات، ثم أخرج لأستريح، وبعدها أكرر الدخول".
أشارت كولالي إلى ما ترتديه قائلة: "أرتدي الزي الموحد فور قدومي إلى المستشفى، وأقوم بالطبع بربط شعري، ثم أرتدي مئزرًا سميكًا، ومن فوقه زيًا موحد أبيض، وأرتدي كمامة مع غطاء لأغلق رأسي تماما، وأتحقق من عدم ظهور أي مكان مني، ممكن أن يكون لباسنا ممزقًا أحيانًا، لذلك أحرص على تفقده دائما لما في ذلك من أهمية كبيرة لحمايتي من العدوى. وأخيرا أرتدي نظارات واقية".
وتابعت قائلة: "ثم أدخل إلى الداخل، وأعطي العلاج اللازم، وأتمركز بالقرب من المريض كي أمنع أي ضرر يصيبه، وأتبع كل جديد يضيفه الطبيب في ورقة علاج المريض".
تطرقت كولالي إلى ساعات عملها في غرفة العناية المركزة قائلة: "أظل واقفة 4 ساعات متواصلة، وأنا أتعرق لأنني مغلقة تماما ولا أستطيع التنفس. هل تستطيع أن نبقى 4 ساعات في الداخل واقفًا بلا جلوس وأنت مغلق بشكل تام ولا تستطيع التنفس؟ في الحقيقة صعب جدا عليك مجرد تخيل ذلك".
وعمّا تفعله عند خروجها من غرفة العناية المركزة، قالت كولالي: "أبدأ بآخر شيء ارتديته، فأخلع النظارات، وألقيها في ماء معقمة، وأخلع ملابسي الخارجية. وآخر ما أنزعه هو كمامتي وقفازي، وأغسل يدي، وأستحم إذا لم أكن متعبة، وأحيانا ألقي بنفسي فوق الأريكة من شدة تعبي دون أن أستحم، وأرتدي كمامة حتى عند استلقائي للراحة".
وأكدت أن "هذا في النتيجة واجبي، حتى لو كنت مرهقة أنسى تعبي فور دخولي للمستشفى، لأنني مجبرة على مكافحة الوباء. لا يمكن فعل شي آخر إلا التصدي له، وأنا أحاول مع زملائي القيام بعملنا على أتم وجه وبذل قصارى جهدنا".
لا تنزع كولالي الكمامة طوال فترة تواجدها 16 ساعة في المستشفى، وتنزعها فقط عند عودتها إلى منزلها. يرتدي جميع العاملين الكمامات في داخل المستشفى حماية لهم وللآخرين من العدوى، ولا يخلعون الكمامة حتى عند أخذهم قسطا من الراحة.
أشارت إلى انها لم ترى وجها بشريا منذ شهرين، وقالت: "عند عودتك إلى المنزل تبحث عن أشخاص تشاركهم همومك أو تسأل من معك في المنزل. لا يمكنني أن اتحدث مع أحد وأعيش بمفردي. أحارب الوباء منذ شهرين تقريبا، أي أنني منذ شهرين بين المنزل والعمل. لم أرى أبدا وجه أي شخص خلالهما".
وتابعت قائلة: "من الصعب جدا التعامل مع هذا المرض. نحزن ونستاء عندما يقول لنا المريض إنه ليس لديه قدرة على التنفس من رئته، ونبكي أنا وزملائي 7 - 8 أشخاص بعد وقوفنا على رأس المريض لإجراء مساج في محاولة منا لإنقاذ قلب المريض لإعادته للحياة، لكنه للأسف يموت".
ولدى سؤالها ماذا ستقول عما فعلته في فترة الوباء بعد أن ينتهي، أجابت كولالي: "أريد أن أقول إنني كنت هناك في غرفة العناية المركزة، أحارب مع المريض، وأبذل قصاري جهدي ليسترد صحته. أعتقد أن هذا القول يمكن أن يكون كافيا للجميع".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!