ترك برس
نشر موقع صوت أمريكا تقريرًا عن التحسن الذي شهدته العلاقات الأمريكية التركية في الآونة الأخيرة، نقل فيه عن محللين أن التدخل العسكري التركي في الصراع الليبي قد يكون عاملًا مساعدًا لإعادة العلاقات مع الولايات المتحدة التي توترت في السنوات الأخيرة بسبب خلافات تتعلق بالسياسة الإقليمية وانعدام الثقة المتبادل.
ويذكر التقرير أن تدخل أنقرة العسكري في ليبيا قلب ميزان القوى لصالح حكومة الوفاق الوطني المعترف بها من الأمم المتحدة، وهو ما دفع قوات خليفة حفتر إلى التراجع عن ضواحي طرابلس. وقد ساعد ذلك أنقرة على إيجاد أرضية مشتركة مع واشنطن.
وقال السفير التركي السابق، ميثاء ريندي، الذي يعمل الآن مستشارًا للطاقة في شرق المتوسط: "تبدو الولايات المتحدة وتركيا متفقتين بشأن ليبيا. أزعج نشر المقاتلين الروس في الجزء الشرقي من ليبيا الجانب الأمريكي من النوايا الروسية، لذا آمل أن تتمكن تركيا والولايات المتحدة من العمل معًا".
وتنفي موسكو رسميًا تقديم دعم عسكري لحفتر، لكن تقريرًا للأمم المتحدة في أيار/ مايو قال إن نحو 1200 من المرتزقة الروس من مجموعة فاغنر التي يديرها يفغيني بريغوجين رجل الأعمال المقرب من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يدعمون أمير الحرب الليبي خليفة حفتر.
وقال محمد أوغوتشو محلل شؤون الطاقة في مجموعة سياسة نادي الطاقة في لندن: "تركيا هي القوة الوحيدة لمواجهة الوجود البحري الروسي في شرق البحر الأبيض المتوسط. تركيا تميل أكثر نحو الولايات المتحدة التي ربما لا يكون الروس سعداء بمراقبتها".
ويلفت التقرير إلى أن تعزيز تركيا للدفاعات الجوية في قاعدة الوطية العسكرية بعد القصف الذي تعرضت له الأسبوع الماضي، قد يزيد من تقارب تركيا مع الولايات المتحدة وربما يكون ذلك على حساب علاقاتها المتنامية مع روسيا.
وقال أستاذ العلاقات الدولية في جامعة أنقرة إيلهان أوزغل إن: "تركيا تشن حاليًا عملية عسكرية في شمال العراق، وثلاث الى أربع عمليات عسكرية في سوريا، وشرق البحر المتوسط وليبيا. ولذلك فإن تركيا لا تحتاج روسيا بل إلى الولايات المتحدة للحفاظ على ارتباطاتها العسكرية المجهدة".
ويرى محللون أن توجه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المتزايد إلى موسكو، إنما هي إستراتيجية لتنبيه حلفاء تركيا في الناتو.
وتفاقمت الاختلافات في السياسات الإقليمية إلى أن وصلت إلى انعدام الثقة المتبادل، بسبب دعم واشنطن لميليشيات "YPG" الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة جماعة إرهابية تابعة لتنظيم البي كي كي الإرهابي. وفي المقابل تتعاون تركيا وروسيا وإيران لإنهاء الحرب الأهلية السورية، على الرغم من دعم موسكو لبشار الأسد ودعم تركيا للمعارضة.
ووفقًا للسفير أوغوتشو، فإن التعاون التركي الروسي تعاون مؤقت، لأن التوترات بين الجانبين عالية في سوريا وكذلك في ليبيا".
ويؤكد إلغاء اجتماع دبلوماسي روسي تركي رفيع المستوى في إسطنبول الشهر الماضي لمناقشة سوريا وليبيا في اللحظة الأخيرة الخلافات المتزايدة.
ويشير التقرير إلى أن أنقرة تعطي الآن إشارات على أنها قد تكون مستعدة للتقارب مرة أخرى مع واشنطن.
وأوضح أن تأخير تفعيل نظام الصواريخ "S-400" الذي تبلغ قيمته مليار دولار إلى أجل غير مسمى أدى إلى منع فرض عقوبات أمريكية على تركيا. ومن المرجح أيضًا أن تحظى مشتريات تركيا المتزايدة من الغاز الطبيعي الأمريكي المسال بترحيب كبير في واشنطن.
وقال أوغوتشو: "40٪ من الغاز الطبيعي المسال لدينا يأتي من أمريكا، في المرتبة الثانية بعد إسبانيا في أوروبا. نحاول تقليل اعتمادنا على الغاز الروسي إلى مستوى يمكن التحكم فيه".
ويشير الخبير أوزغل إلى أن تركيا في حاجة إلى مساعدات مالية من الولايات المتحدة من أجل تجاوز الأزمة الاقتصادية الحالية التي تضرب العالم كله، لاسيما بعد تراجع السياحة.
وأضاف: "لا أعتقد أن المال سيأتي من بكين أو موسكو. لذا فإن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي يمكن لحكومة أردوغان الاعتماد عليها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!