ترك برس
قال موقع "صوت أمريكا" إن معركة احتواء انتشار الفيروس كورونا المستجد في مدينة إسطنبول أكبر المدن التركية، مؤشر على قدرة البلاد على مواجهة تفشي المرض.
جاء ذلك في تقرير موسع عن الحياة في إسطنبول التي تمثل خمس سكان تركيا خلال الأيام الماضية بعد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لمواجهة كورونا، وهو ما حول المدينة إلى مدينة هادئة بعد أن كانت تعج بالحياة طوال النهار والليل.
ويقول الموقع إن المدينة تتعلم العيش خلف أبواب مغلقة، بما في ذلك أطفالها الذين استيقظوا صباح الاثنين مع إغلاق مدارسهم في أحدث جهد من جانب أنقرة لاحتواء افيروس كورونا.
أغلقت المدارس لمدة أسبوعين، لكن الكثيرين يعتقدون أن ذلك ما يزال هدفًا متفائلًا، نظرًا لأن الوباء ما يزال في مهده.
ومن بين الخطوات الأولى التي اتخذتها أنقرة لاحتواء الفيروس إغلاق دور السينما والمسارح والمطاعم حتى إشعار آخر.
ويلفت التقرير إلى أن إسطنبول المدينة المعروفة بثقافة مطاعم الشوارع، وتحب العيش خارج المنزل، أصبحت فيها الشوارع الآن صامتة وهادئة، وخالية من الطاولات الصاخبة من العملاء الذين يستمتعون بالطعام الشهير في المدينة. وحتى الصلاة في المساجد علقت، وربما تكون هذه المرة الأولى في تاريخ المدينة الطويل.
ويشير إلى أنه على الرغم من الإجراءات الصارمة، فإن هناك وعيا متزايدا بين سكان إسطنبول بمخاطر الفيروس.
وقال الطالب محمد "بالتأكيد هناك خطر كبير، سواء بالنسبة لبلدنا أم للعالم. على الفور يجب اتخاذ الاحتياطات. ليس لدينا شك في أن العلماء والعاملين الصحيين يبذلون قصارى جهدهم."
لكن البعض الآخر ينتقدون استجابة الحكومة ويرون أنها تأخرت في بدء اتخاذ إجراءات لمواجهة تفشي الفيروس. وتنفي أنقرة مثل هذه الانتقادات وتصر على أنها ترد بسرعة وشفافية.
المستشفيات الخاصة في الخط الأمامي
وضعت مستشفيات إسطنبول الكثيرة والمجهزة تجهيزًا جيدًا على خط المواجهة لمكافحة الفيروس.
وقال المحلل لدى "جلوبال سورس بارتنرز"، أتيلا يشيلدا: "أعلنت الحكومة جميع المستشفيات الخاصة "مستشفيات وبائية"، وهو ما يمنحها السلطة لإجبارها على قبول مرضى الفيروس وتخصيص المرافق اللازمة لعلاجهم".
وأضاف: "تم تجنيد الأطباء في الخدمة الفعلية. تحاول الإدارة تهدئة المخاوف العامة بشأن أزمة صحية من خلال التأكيد بأن الموظفين والمرافق والأدوية ومستلزمات الاختبار كافية حتى للسيناريوهات الصعبة."
ويوم الأحد الماضي أعلن وزير الداخلية سليمان صويلو أن السلطات داهمت مستودعات تابعة لموردين طبيين يشتبه في تكديسهم معدات حيوية، بما في ذلك أقنعة الوجه.
وحذرت الجمعية الطبية التركية يوم الأحد من أن الوحدات غير الكافية تعني أن جميع المتخصصين في الرعاية الصحية معرضون لخطر الإصابة. وأضافت أنه يجب على تركيا تركيب وحدات العناية المركزة الجديدة على الفور.
ورفضت وزارة الصحة مثل هذه الانتقادات، معتبرة أنها لا أساس لها من الصحة.
واستعرض التقرير الإجراءات التي بدأتها السلطات للحد من خروج الناس إلى الشوارع لغير الضرورة، فقد أدخلت وزارة الداخلية إجراءً على الصعيد الوطني للتحكم في عدد الأشخاص الذين يستخدمون متاجر المواد الغذائية لضمان عدم الاكتظاظ.
وفي وقت سابق، مُنع الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا من مغادرة منازلهم. وبدأت السلطات البلدية في إسطنبول في إزالة المقاعد لثني الناس عن الجلوس.
وتجوب سيارات الشرطة مناطق الواجهة البحرية الشهيرة في إسطنبول وتطلب من الناس العودة إلى منازلهم.
ويلفت التقرير إلى أن أنقرة امتنعت في الوقت الحالي عن فرض حظر إجباري للتجول، لأن الكثير من سكانها استجابوا بالفعل لدعوات الحكومة للبقاء في المنزل والعمل فقط إذا لزم الأمر.
وأضاف أن استخدام وسائل النقل العام في المدينة تراجع بشدة في غضون أسبوعين. ووفقًا للأرقام الصادرة عن سلطة بلدية إسطنبول يوم الأحد، استخدم 800.000 شخص شبكة النقل، مقابل 4.8 مليون مستخدم قبل أسبوعين، أي بانخفاض بنسبة 68٪.\
وختم التقرير بأن إسطنبول واجهت على مدى تاريخها الذي يمتد لثلاثة آلاف سنة الضربات والغزوات، وهي تستعد الآن لهذا التحدي الأخير.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!