ترك برس
كشف تشريح جثث أشخاص توفوا بسبب إصابتهم بفيروس كورونا، أن الفيروس لم يضر الرئتين فقط بل أضر بجميع أعضاء الجسم، كما اكتشف مؤخرا أنه يضر الغدة الدرقية أيضا.
وقد وصل عدد الوفيات بسبب الإصابة بالوباء 14 ألف شخص في تركيا، ومليونًا ونصف مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وكان أعلى سبب للوفاة هو الالتهاب الرئوي عند مرضى الأمراض المزمنة.
كشفت نتائج تشريح جثث مرضى الفيروس أن الأضرار التي يحدثها في الجسم، تبدأ بالحلق أولا ثم تنزل إلى الرئتين بسبب ضعف جهاز المناعة، مما يؤدي إلى الالتهاب الرئوي الذي تصدر أسباب الوفاة بين المصابين بكورونا، فقد سجلت أغلب حالات الوفاة بسبب فشل الجهاز التنفسي الناتج عن هذا الالتهاب.
أشار خبير الطب الشرعي، الدكتور نوزات ألكان، إلا أن أضرار الفيروس لم تقتصر على الرئتين فقط، بل شملت العديد من الأعضاء مثل الدماغ والكلى والكبد والقلب، وقال: "كان الخطر الأكبر في الرئتين عند الناس الذين يعانون من صعوبة في التنفس، لكننا اكتشفنا في الأسبوع الماضي إمكانية وصول ضرر الوباء حتى إلى الغدة الدرقية وتأثيره بشكل كبير أو قلبل على جميع الأعضاء".
وحيث أن من المعروف أن حدوث الجلطة الدموية يسبب توقف عمل الأعضاء، فإن الإصابة بكورونا تؤثر سلبيا على الأداء السليم للأعضاء مما يؤدي لتجلط الدم.
وصرحت الدكتورة سيلين يورداغول، أخصائية أمراض القلب، بأن أمراض القلب كانت سبب وفاة 40% من مرضى الوباء، وقالت: "توجد طبقة في الخلايا الداخلية للأوردة تسمى طبقة أندتول. يدخل الفيروس في هذه الطبقة، ويستقر فيها مسببا أضرارا جسيمة للأوردة. وقد ينقل المتضرر أضرارًا كبيرة بالوباء إلى المستشفى بسبب انسداد في الأوعية الدموية أو احتشاءات مفاجئة أو أزمة قلبية، تقريبا يموت 40% من مرضى الوباء في المستشفيات بسبب أمراض القلب".
تتلف الأعضاء أيضا بسبب نقص الأكسجين نتيجة للانسداد والجلطات في الأوعية الدموية، وحتى لو شفي المريض من الوباء يستمر خطر الفيروس بنسبة معينة.
أضافت يورداغول، أن العضو الأكثر تضررا من الوباء بعد الرئة هو القلب، وقالت: "تتضرر أنسجة القلب في أماكن حرجة بحيث لا يمكن إنقاذها، مما يؤدي إلى الوفاة. على سبيل المثال: موت عضلة القلب أو انسداد الشريان التاجي بسبب الوباء أو الجلطة أو حدوث أزمة قلبية، فقد تموت العضلة التي تتغذى من وريد القلب، إذا لم يتم التدخل السريع فهذا موت لا محالة، قد لا تنقبض هذه المنطقة أو تنقبض بالاتجاه المعاكس، مما يؤدي أيضا إلى ضمور عضلات القلب على المدى الطويل".
ذكرت يورداغول، أن بعض آثار الفيروس تبقى في الجسم حتى لو شفي المريض منه، حيث تستمر في تشكيل أخطار على النحو التالي: "قد تظهر بعض المشاكل لدى مريض الوباء بعد تعافيه بشهرين أو ثلاث، من اضطرابات مفاجئة، تتعلق على وجه الخصوص بالقلب، يمكن أن تؤدي إلى قصور في عمل القلب أو انسداد مفاجئ للأوعية الدموية".
وأكدت يورداغول، أن أفضل طريقة للحماية من آثار الفيروس الضارة هي الالتزام بالقواعد الأكثر تأثيرا مثل ارتداء الكمامة بشكل جيد والمسافة الاجتماعية والنظافة واتباع كافة التدابير المتخذة لمكافحته.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!