ترك برس

أطلقت جمعية "ميراثنا" التركية، حملة جمع تبرعات لدعم مستشفى "المقاصد الإسلامية" بمدينة القدس المحتلة، الذي يعاني أزمة مالية خانقة، كما يواجه مخاطر من إمكانية سيطرة إسرائيل عليه.

وقال رئيس الجمعية محمد دميرجي، في مقابلة مع وكالة الأناضول: "يعاني مستشفى المقاصد، الذي يقدم خدماته للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، من أزمة مالية خانقة وصلت به لحد الإغلاق".

ورغم أهمية المستشفى بالنسبة للفلسطينيين، فهناك مخاطر كبرى في حال عدم تمكنه من دفع ديونه التي وصلت إلى 30 مليون دولار، إذ أن إسرائيل قد تبرز ذلك كحجة للسيطرة عليه.

والمستشفى يتبع جمعية "المقاصد" التي تأسست عام 1956، وذلك بعد احتلال مدينة القدس في 1948 وظهور الحاجة لخدمة المقدسيين صحيا وتعليميا.

و"ميراثنا" جمعية تركية تعمل على ترميم وإحياء التراث التاريخي والثقافي العثماني في القدس والمناطق المجاورة لها منذ عام 2008، فضلا عن تلبية احتياجات الآلاف من مسلمي القدس بالدعم المالي والعيني.

** آلاف المستفيدين

وعن إمكانيات المستشفى وأعداد المستفيدين منها، يضيف دميرجي: "تأسس المستشفى لدعم أبناء القدس وتقديم الخدمات الصحية والتعليمية، ويضم 250 سريرا، ويتلقى عبره 80 بالمئة من المقدسيين خدمات الصحة في الوقت الحالي".

ولم يتلق أكثر من ألف شخص يعملون في المستشفى رواتبهم منذ نحو عام، ولا تصل أدوية بالشكل الكافي للمستشفى، ولا يستطيع دفع ثمن الأدوية التي يحتاج لها، وفق دميرجي.

وعن جهود "ميراثنا" في دعم المستشفى، يوضح: "تسعى الجمعية إلى حل هذه المشكلة، ضمن سياستها لحل المشاكل العالقة في القدس المحتلة، ولهذا بدأت في حملة لدعم المستشفى والحيلولة دون إغلاقه".

ويتابع: "المسؤولون في المستشفى أبلغوا أنه في ظل تفشي وباء كورنا، كانت هناك جهود تركية من أجل تقديم الدعم والاحتياجات للمستشفى من المواد وتقديم المواد الإغاثية وخدمات أخرى، لكن الحاجة أكبر ولا تكفي المساعدات".

ويوضح أن "العجز في تقديم الخدمات الصحية قد يؤدي إلى أضرار دائمة للأطفال والجرحى والمرضى، وأن الديون في المستشفى وصلت إلى 121 مليون شيكل (نحو 30 مليون دولار)".

ويشدد على أن "المرضى القادمين للمستشفى من القدس وقطاع غزة، هم دائما ممن يعانون من أوضاع مالية سيئة، وليست لديهم إمكانيات مالية لدفع الأجور، ورغم ذلك يسعى المستشفى لتقديم الخدمات لهم، وهو ما يجعله مدينا بشكل مستمر".

** دعم صمود الفلسطينيين

وعن أهمية "المقاصد"، يقول دميرجي: "هذا المستشفى هام جدا لدعم صمود الفلسطينيين، حيث أنه يقدم خدمات بشكل واسع للفلسطينيين، سواء في القدس أو قطاع غزة أو رام الله (في الضفة الغربية)".

ويضيف: "كما يعتبر المستشفى من جهة أخرى مؤسسة من أجل تدريب العاملين الفلسطينيين في القطاع الصحي ويقدم خدماته كالجامعة، وإغلاقه يعني انهيارا في النظام الصحي الفلسطيني، رغم أن القطاع يكافح بصعوبة في ظل الإمكانيات شبه المعدومة".

وتواصلت "ميراثنا"، وفق دميرجي، مع "جميع المؤسسات الدولية العاملة في تركيا، ومنظمات المجتمع المدني العاملة في القطاع الطبي، ومع المؤسسات الرسمية التركية، من أجل تخفيف الديون المتراكمة على المستشفى".

ويشدد على أن "هدف الجمعية توصيل المساعدات العاجلة هذه، بأقرب وقت ممكن عبر عمل جماعي مشترك وسريع وإيجاد الحلول العاجلة".

وعن مخاطر تزايد الديون على المستشفى، يوضح دميرجي: "في حال عدم تمكن المستشفى من دفع ديونه فإن إسرائيل قد تبرز ذلك كحجة من أجل السيطرة على المستشفى وتعيين وكيل عليه".

وفي هذه الحالة، وفق دميرجي، "ربما يتم إغلاق المستشفى الذي يقع في موقع مهم، حيث تسعى إسرائيل لبناء تلفريك من جهة باب الرحمة في القدس، وقسم من المشروع يقع في موقع المستشفى".

ويختم دميرجي بالقول: "ولإكمال المشروع فإن إسرائيل مهتمة بموقع المستشفى الذي يتخذ مكانه شرق المسجد الأقصى وقد يكون السيطرة على المستشفى مرحلة مهمة لها في إتمام مشروع التلفريك".

وهناك ست مؤسسات صحية بالقدس الشرقية، وهي "المقاصد"، و"المُطّلع أوغوستا فيكتوريا"، و"مار يوسف"، و"سانت جون للعيون"، و"التوليد" التابع للهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة لمركز "الأميرة بسمة لإعادة التأهيل"، وجميعها تعاني أزمات مالية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!