
ترك برس
يتفانى المعلم إحسان كارتوغلو، في قرية "أوكتشوغلو" التابعة لمنطقة "أرباتشاي" بمدينة "قارص" التركية، بعمله مقدما تضحيات كبيرة لطلابه، يهدف لتعليمهم حتى لا يتراجعوا عن دروسهم، خاصة أن أغلبهم لا يملكون إنترنت في منازلهم في فترة التعليم عن بعد، فيشرح لهم الدروس على اللوح الذي يحمله معه حيثما ذهب.
يعمل كارتوغلو، معلم صف منذ عامين في مدرسة ابتدائية بقرية أوكتشوغلو، لعدم رغبته بترك طلابه وحدهم في فترة تطبيق التعليم عن بعد بسبب تفشي الوباء الجديد، ويهتم بهم عن قرب بغض النظر عن تساقط الثلوج والطقس البارد، ويعطيهم الدروس وجهًا لوجه في حدائق منازلهم، ويسلمهم أيضا ملاحظات الدروس المصورة.
يتجول حاملا لوحه من منزل إلى منزل لشرح الدروس لجميع طلابه، ويتحمل من أجل ذلك السير في الطرق الثلجية والموحلة، ويمضي معظم وقته مع طلابه، ويقدم لهم الحلوى بعد انتهاء الدرس، ليكتسب محبة وتقدير أهالي القرية لتفانيه في عمله.
أشار إحسان كارتوغلو، معلم الصف الأول والثاني، إلى الطلاب فترة الوباء، وقال: "نظرا لأن الوصول إلى الإنترنت محدود في القرية بعض الشيء لظرف مادي أو غيره، أقدم الدروس لطلابي متجولا على بيوتهم واحدا واحدا يومين في الأسبوع لكل طالب، حاملا لوحي الخاص لأشرح عليه الدروس في حديقة منازل الطلاب. أغير كتب القراءة لطلاب الصف الثاني كل يومين أو ثلاثة، ثم يواصل الطلاب دروسهم المباشرة عبر منصة EBA في البث التلفزيوني".
أعرب كارتوغلو عن سعادته بلقاء طلابه قائلا: "يسعدني لقاؤهم حتى لو مشيت في الطرق الثلجية، فوجودي معهم يسعدني جدا. عند بقائهم بعيدين عن أجواء المدرسة يشعرون انهم في إجازة، وسيعتادون على ذلك مما يؤدي لتدني مستواهم التعليمي، أما عند رؤيتهم لي وتضحيتي من أجلهم يتحمسون للدراسة ويجتهدون، حتى أن أولياء أمورهم يسعدهم ما أقوم به، ويشعرني ذلك أيضا بسعادة غامرة. أحاول تحت أي ظروف جوية أن لا أنقطع عنهم. أغلب المعلمين ليس لديهم إمكانية لعمل ذلك في ظل الوباء ولكن أي معلم في مكاني سيفعل ما أفعله، فأنا في قرية وأعطي الدروس في حديقة، وأضطر عند قدومي لأي مكان للسير في الطرق الثلجية والموحلة إلا أن ذلك يسعدني جدا طالما سألتقي بطلابي".
تحدث أرزو توبتشو، والد أحد الطلاب عن اهتمام المعلم إحسان بطلابه عن قرب قائلا: "في الحقيقة معلمنا إحسان فريد من نوعه ولا مثيل له، ونحن نحبه كثيرا، فهو يبذل جهدا كبيرا من أجل أن يتعلم أطفالنا، كما أنه يقدم لهم مساعدات من أقلام ومحايات وكتب ودفاتر. جميع أهل القرية راضيون عنه، بارك الله به، فهو يهتم بطلابه بشكل كبير ويتفانى بالتضحية من أجلهم لذلك يحبه الطلاب كثيرا، إن شاء الله يتعلم أولادنا منه ويصبحون معلمين مثله".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!