(هيكل من الشمع للمعمار سنان في إحدى متاحف تركيا)
ترك برس
أغلب النصوص التي تسلط الضوء على المعماري العثماني الشهير، سنان، تركّز على آثاره المعمارية ونجاحاته في هذا المجال، متجاهلة المرحلة التي سبقت بناء شخصيته كمعمار بارز سطّر اسمه في التاريخ بمعالم معمارية لا تزال قائمة حتى يومنا الحالي، بالرغم من مضي433 عاما على وفاته.
ولد سنان في قرية آغيرناص الواقعة حاليا بولاية قيصري وسط تركيا، عام 1490 لأسرة مسيحية، انتقلت فيما بعد إلى إسطنبول، ثم اعتنق الإسلام وهو في بدايات العشرينيات من عمره، في عهد السلطان العثماني سليم الأول.
وبفضل رحلاته مع حملات الجيش العسكرية عبر منطقة جغرافية واسعة تمتد على طول حوض البحر الأبيض المتوسط من الأناضول إلى إيطاليا والساحل الأدرياتيكي إلى أوروبا الوسطى، ومن أذربيجان إلى بغداد في آسيا، أثرت معرفته المعمارية وزودته بثروة من الأفكار والموارد والحلول من عصور مختلفة، بينها السلجوقية والبيزنطية والإيرانية، كما اطلع على الطراز المعماري العربي وفنون العمارة في حلب ودمشق والقاهرة التي عرفت بمساجدها الأيوبية والمملوكية المميزة، مثل جامع السلطان حسن.
التحق سنان بقوات الإنكشارية في عهد السلطان سليمان القانوني، وشارك في حملات بلغراد عام 1521 ورودوس عام 1522، وبعدها بدأ يترقى ويذيع صيته، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت."
وفي عام 1534، خلال الحملة على الصفويين، شيد سنان 3 قواديس (سفن بمجاديف) بأمر من الصدر الأعظم لطفي باشا في منطقة تاتوان، وزودها بأسلحة ومدافع، وخرج بها في مهمة استطلاعية لجمع معلومات عن الوحدات العسكرية الصفوية.
وخلال حملة قره بوغدان (مولدوفا) وبتكليف من لطفي باشا، نجح سنان في تشييد جسر على نهر بروت (شرق أوروبا) خلال 13 يوما فقط، فحاز على إعجاب وتقدير وثقة السلطان سليمان القانوني الذي منحه منصب "كبير المعماريين"، لينفصل المعماري سنان عن الجيش ويسخر حياته لفن العمارة.
استمر المعماري سنان في وظيفة كبير المعماريين العثمانيين لمدة 49 عاما في عهد كل من السلطان سليمان القانوني والسلطان سليم الثاني والسلطان مراد الثالث، وتوفي عام 1588 بعد أن عاش حياة حافلة اهتم فيها بكل فروع الفن في عصره وعكسها في آثاره.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!