ترك برس
كشف تقرير لشبكة الجزيرة القطرية، الوضع في مناطق سيطرة ما يعرف بـ "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، شمال شرقي سوريا، والسياسات التي تمارسها ضد السكان، وهو ما يؤكد ما أعلنته تركيا سابقاً.
التقرير الذي يستند إلى تحقيق لبرنامج "المسافة صفر" عن طريق فرق سرية رصدت المشهد الميداني على مدار أشهر، تمكن من كشف شبكة الأنفاق الممتدة بين المدن والتي تصل إلى العمق التركي، بالإضافة إلى الإخفاء القسري للمخالفين، والتجنيد الإجباري للشباب، والتلوث الصحي والبيئي الناتج عن استخراج النفط بطرق غير علمية.
كما كشف التحقيق عن وجود أنفاق أرضية بالقرب من الحدود التركية، حيث تتركز أعمال الحفر في المناطق ذات الكثافة السكانية المحاذية للحدود، كما تربط بعضها بين المدن السورية. وقد رصد فريق "المسافة صفر" نحو 140 فتحة نفق بمدينة الميلان وحدها، ويقدر طول الأنفاق بين المدن السورية بأكثر من 113 كيلومترا لديها 1500 فتحة موزعة داخل المدن.
وتحتوي مدينة القامشلي وحدها على حوالي 1200 فتحة نفق، ويقدر طول شبكة الأنفاق في المدينة بنحو 90 كلم، وقد تم رصد 20 فتحة نفق قرب الحدود التركية، كما يعتقد أن بعضها يتجه نحو مدينة نصيبين التركية.
وقد رفض ما يدعى بـ "المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا"، عامر مراد التعليق على وجود الإنفاق باعتبار الأمر "يخص الجانب العسكري" ولأنه ليس مخولا بالحديث عنها.
وتشكل المناطق الكردية بالشمال الشرقي لسوريا أكثر من 40% من مساحة البلاد، في حين تسيطر "قسد" على نحو ربع مساحة البلاد، وقد أُعلن الحكم الذاتي لمناطق شمال وشرق البلاد للمرة الأولى عام 2014 تحت اسم الإدارة الذاتية المؤقتة.
وقد أعلنها في ذلك الوقت تنظيم "ب ي د" المؤسس عام 2003، كامتداد لمنظمة "بي كا كا" الإرهابية والمصنفة على قوائم الإرهاب التركية والأوروبية والأميركية، وقد أعلن الحكم الذاتي للمرة الثانية أواخر العام 2018.
التلوث البيئي
وتحتوي محافظة الحسكة على أكبر مخزون للنفط في سوريا، حيث يوجد فيها نحو 400 بئر نفطية، وبعد سيطرة "قسد" عليها انتشرت الآبار البدائية والمصافي المحلية المسماة بالحراقات، وهي تستخدم في تكرير النفط الخام وإنتاج المشتقات البترولية منخفضة الجودة.
ويشكو أهالي القرى التي بها عمليات التكرير النفطية من الأمراض التي تصيبهم وأطفالهم، بالإضافة إلى تعرض المواليد والرضع لتشوهات خلقية جراء التلوث، فضلا عن تلوث مياه الأنهار بمخلفات النفط وعمليات التكرير ومخلفات المصانع، مما نتج عنه تلوث بيئي حاد وروائح كريهة يمكن تميزها من مسافة بعيدة.
وقد رصد فريق بيئي متخصص استعان به برنامج "المسافة صفر" عبر الأقمار الاصطناعية نحو 10.5 ملايين متر مربع من الأراضي الزراعية تعرضت للتلوث الحاد جراء المخلفات، ولم تعد صالحة للزارعة، وقد امتد التسرب عبر الأنهار بحوالي 93 كلم، ويعود التلوث إلى بداية إعلان الحكم الذاتي عام 2014، كما رصد الفريق الفني وجود أكثر من 1500 ماكينة لاستخراج وحرق النفط.
إخفاء قسري
كما كشف تحقيق "المسافة صفر" عن الإخفاء القسري عبر الحديث إلى العديد من العوائل التي تعرض أحد أفرادها على الأقل للإخفاء قسرا، وقد رفض أغلبهم الظهور أمام الكاميرا خوفا على حياتهم وحياة أقاربهم، لكن دلال -التي أخفي زوجها- قررت الحديث للكاميرا عن معاناتها وأطفالها الثمانية في البحث عن زوجها دون الحصول على معلومة تشير إلى مكان وجوده.
كما تحدث أحد السكان -رفض الإفصاح عن اسمه أو التحدث أمام الكاميرا وتم التقاط حديثه عبر الكاميرات السرية- عن إجبار اثنين من أبنائه على التجنيد لصالح قوات "سوريا الديمقراطية".
في المقابل، يقول المتحدث الرسمي للإدارة الذاتية الكردية بسوريا عامر مراد إن الحديث عن وجود إخفاء قسري يجب أن يستند إلى معلومات صحيحة توثق ذلك، مؤكدا في ذات الوقت أن من جرى اعتقالهم متهمون بالإرهاب وأن توقيفهم تم بالتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش".
ويأتي تحقيق الجزيرة نت تأكيداً لما كانت قد كشفته تركيا مرات عديدة عن سياسات "قسد" و"ب ي د" في مناطق سيطرتها بسوريا.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!