ترك برس
اكتشف عالم الآثار الدكتور كلاوس شميدت، منطقة "غوبكلي تبه" (Göbeklitepe) في ولاية شانلي أورفا جنوب شرقي تركيا، وأطلق عليها وصف: "نقطة الصفر في التاريخ"، وقدمها للعالم على أنها اكتشاف لأقدم موقع للبشرية في التاريخ، وذلك من خلال أعمال حفر وتنقيب ودراسات مسح مشتركة بين جامعتي إسطنبول وشيكاغو بدأ إجراؤها منذ عام 1986.
وفي الذكرى السابعة لوفاة شميدت، صرح رئيس بلدية شانلي أورفا زينل عابدين بيازغول، بأن الدكتور كلاوس شميدت، قدم خدمة عظيمة للتراث التاريخي العالمي، وقال بيازغول: "لقد عثر على المكان الذي يبحث عنه منذ أعوام هنا في منطقتنا، وأجرى الحفريات بحماس كبير، باذلًا قصارى جهده في هذا المكان، لذلك أقول إنه كان بمثابة الأم لهذا المكان، لأنه المتسبب في اكتشافه وظهوره للعالم، ونحن نعبر عن امتناننا له وشكرنا له في الذكرى السابعة لوفاته".
بدأت أعمال الحفر والتنقيب التي أدت للعثور على "غوبكلي تبه" أحد أهم المواقع الأثرية، بعد عثور مزارع على تمثال في أثناء حراثته حقله في عام 1986، قام بتسليمه لمسؤولي متحف الآثار في شانلي أورفا لأنه شعر بقيمته الأثرية التاريخية، لكن تاريخ هذا التمثال لم يكن مفهومًا في البداية، فتم وضعه تحت الحماية في المتحف، ثم بدأت منذ ذلك اليوم أعمال الحفر والتنقيب المستمرة حتى الآن.
لاحظ الدكتور شميدت، في أثناء زيارته للمنطقة في عام 1994، بأن الأجزاء العلوية من أحجار غوبكلي تبه تعود للعصر الحجري الحديث، لذلك شرع بأعمال حول هذا الموضوع في الفترة ما بين 1995-2006، تحت إشراف رئاسة مديرية متحف شانلي أورفا.
وقد جرت أعمال التنقيب في البداية بمشاركة الدكتور هارالد هاوبتمان، من المعهد الأثري الألماني، ثم انضم الدكتور شميدت وفريقه حيث تولى رئاسة أعمال الحفر والتنقيب في منطقة غوبكلي تبه، التي نتج عنها اكتشاف أدلة مهمة في تاريخ البشرية، تدل على انتقال البشر من حياة الصيد إلى أسلوب حياة مستقر، وأن البعض لم يكتفي بأسلوب حياة متواضع وبسيط، بل على العكس عاش حياة رائعة.
عُثِرَ حول غوبكلي تبه على 11 تلة أخرى، كما تم اكتشاف مسلات تعود للعصر الحجري الحديث، على شكل حرف "T" وعلى أشكال حيوانات برية يتراوح طولها بين 3 و6 أمتار ووزنها بين 40 و60 طنًا، وعثر أيضا على تمثال بشري من العصر الحجري الحديث ونقوش لخنازير برية وثعالب وطيور منحوته من الحجر الجيري، والعديد من رؤوس السهام المصنوعة من الصوان.
اكتشفت أيضا قطع أثرية مختلفة مثل تمثال بشري يبلغ طوله 65 سنتيمترا، ويبلغ عمره 12 ألف عاما، وآثار لأقدم معبد تاريخي في العالم ذو أشكال دائرية ومستطيلة تتراوح أطوال أقطارها بين 8 و30 مترا.
توجهت أنظار العالم إلى منطقة غوبكلي تبه، بعد التوصل إلى استحقاقها لوصف "نقطة الصفر في التاريخ"، حيث أدرجتها اليونسكو في قائمة التراث الثقافي المؤقتة عام 2011، وبدعم من مدير الحفريات شميدت، الذي أوضح أنها أول نقطة في التاريخ وشرح أسباب ذلك ليتم ضم غوبكلي تبه إلى قائمة التراث الدائم لليونسكو.
توفي الدكتور شميدت، في 20 تموز/ يوليو 2014, نتيجة إصابته بنوبة قلبية أثناء قضاء إجازته في ألمانيا، عن عمر يناهز 61 عاما، ودفن بمراسيم تكريم في مدينة ديباتش، واستقبلت شانلي أورفا نبأ وفاة الدكتور المكتشف لأسرار غوبكلي تبه بحزن شديد.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!