خلود الخميس - العرب القطرية
منذ أيام ووسائل إعلام السيسي ومن يطبل لها من الإعلام التركي والإعلام العاشق للانقلابات والدم وأتباع كل ما يمكنه أن يؤدي لانحلال خلقي. وهي تردح لابن رئيس تركيا نجم الدين بلال أردوغان مدعية أنه حصل على جنسية مصر أثناء فترة حكم الرئيس محمد مرسي.
حكم لم يتعد العام الواحد وكله توتر ومصائب ومكائد من الجيش بلغت ما بلغه علمكم. فما أولوية أن يكون بلالاً مصرياً عند رئيس لم يأمن على سور قصره الرئاسي. ويتربص به العسكر حتى انقلبوا عليه شر «انقلاب» وهو في السجن يرتدي بدلة حمراء بانتظار المشنقة؟!
لقد أجريت بحثاً في الشبكة العنكبوتية ووجدت عجباً عن نجم الدين بلال بن رجب طيب أردوغان. أغلبه شتائم وتحقير وإهانات ودسائس ومعلومات لدي عكسها من مصادر ثقة (جداً) وكلام مرسل. ديدن الصحافة الصفراء. لا إثبات فيه ولا دليل.
الحقيقة أن الأمر لا يعني بلال فحسب، ولكنها تركيا العظمى التي أرقت عيون العلمانية التركية وأعداء النهضة والتمكين لمشروع الحزب الحاكم المحافظ (العدالة والتنمية) حتى ظهرت تحتها هالات سوداء وانتفاخات الإرهاق!
وكانت الزوبعة المفتعلة في السابع عشر من ديسمبر 2013 تستهدف النظام الحاكم (دستورياً) في تركيا، تستهدف مؤسساته، تستهدف رجالاته، تستهدف عائلاتهم، تستهدف أموالهم الخاصة، تستهدف نياتهم، وتستهدف غرف نومهم التي لم تنج وسائل من التجسس، تلك الهجمة التي طالت أبناء وزراء صاحبها تشويه لسمعة ابن رئيس الوزراء أردوغان وبثت حوله الإشاعات في ما يسمى بـ «مكافحة الفساد».
ولم يقف أردوغان -الرجل العائلي- مكتوف الأيدي، بل دافع وبشراسة عن قيم ابنه التي رباها عليها. وقال: «لو كان ابني فاسداً سأتبرأ منه» وليس من السهل أن يصمت «الطيب» أو يتبع الدبلوماسية والكيد والإعلام السياسيين عندما تتعرض أسرته لسوء. هو لم يفعل ذلك في قضايا الأمة في نصرة غزة مثلاً، واللاجئين السوريين، وأكراد كوباني وديار بكر وغيرهم، فكيف نتوقع منه أن يهادن في أمر يمس شرفه مباشرة وكرامته في أهل بيته؟!
ورغم أن بلال ابن الرئيس، الذي تناديه المعارضة «الدكتاتور» إلا أنه ليس فوق القانون ووقف أمام القضاء ليدلي بإفادته في الخامس من فبراير الماضي.
نجم الدين بلال من مواليد 1980، وهو عضو في الهيئة الإدارية لوقف خدمة التعليم والشباب التركي، معروف بدعمه الكبير للقضية الفلسطينية، ويعلم أن ما يحدث معه ليس إلا لأنه ابن لأردوغان ولأن القيم المشتركة بينهما موسى في حلق المعارضة الأتاتوركية راعية الفساد ونخبة الفسق والفجور في تركيا.
وقد قال في أكثر من مناسبة ما معناه: إن الحسابات السياسية تطغى على العدل والنزاهة عندما يكون خصمك نظيف اليد وشريفاً مثل أبي.
لا ننسى أن الحملة المناهضة لأردوغان لم تترك نساء بيته. ولأن الدين مرتبط بالأخلاق فهؤلاء أشد جهلاً من أبي جهل، الذي خجل من صفعه لأسماء بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه، وقال لا تخبروا أحداً حتى لا تعيرني العرب، فخططوا لاغتيال ابنة أردوغان ولكنهم انكشفوا، وكذلك انفضحت دناءتهم وهبوط قيمهم الأخلاقية وحتى الإنسانية ليقدروا على تهديد امرأة، أو طرد مهاجرات إلى تركيا يغتصبن في ديارهم من جيش الدولة الرسمي.
أردوغان الرقم الماسي في قادة القرن الحالي، لم يكتف شعب تركيا بتنصيبه رئيساً للوزراء عقداً من الزمن، بل اختاره رئيساً للدولة رغم كل الألاعيب التي رافقت الحملة الانتخابية الرئاسية وكل الـ «القذارة الإعلامية» التي مورست ضده وجميع الأكاذيب والأشرطة والملفقة والتسجيلات التي فضحت شبكة تجسس تنتمي لجماعة كولن ولفساد كبير داخل مؤسسات الدولة التي اخترقتها «الخدمة» لتقويض نظام الحكم لصالح مشروعها السياسي المغلف بالدعوة، فاز أردوغان.
عائلته مستهدفة مثل فريسة لصقر، ولكن ما قولكم برجل يحفظ كتاب الله ومن أهل الفجر ويرد على من يتهمونه أنه يستثمر القرآن للسياسة «أنا أكبر بالقرآن وأعيش بالقرآن»؟!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس