ترك برس
لا زالت الألغام البحرية الشاردة في البحر الأسود، تشغل حديث قطاع حركة الملاحة، وسط مخاوف من تشكيلها خطراً على عمل سفن التنقيب التركية في المنطقة، والتي تواصل التنقيب عن الغاز منذ سنوات.
وكانت روسيا قد أعلنت قبل أيام أن ألغاما أوكرانية زُرعت في البحر الأسود ومن المحتمل أن تجرفها المياه نحو البحر المتوسط مما يهدد الملاحة الدولية.
عقب ذلك بأيام أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار عن إجرائه محادثات مع روسيا وأوكرانيا، بعد اكتشاف لغم بحري في مضيق البوسفور، لافتا إلى أن فريقا من قوات الدفاع تحت الماء (SAS) أبطل مفعول اللغم الذي رصدته سفينة تجارية في محيط البوسفور في وقت سابق.
وأشار أكار إلى أن وزارة الدفاع التركية أجرت التنسيق المطلوب مع خفر السواحل وغيره من الجهات المختصة بغية ضمان مواصلة الحركة الآمنة للسفن، مشددا على أنه تم اتخاذ "الإجراءات اللازمة" وأن القوات البحرية التركية تواصل عملها وتتابع الوضع عن كثب.
وكانت السلطات التركية اضطرت السبت إلى تعليق حركة السفن عبر البوسفور في كلا الاتجاهين حتى إشعار آخر لدواع أمنية، على خلفية الحادث.
وفي معرض تعليقه على الأمر، ذكر رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق الأميرال جهاد يايجي، أن الاتجاه الحالي لنهر الدانوب هو مضيق البوسفور في إسطنبول، وأي انجراف للألغام فستتجه نحو المضيق، وهو أمر خطير للغاية، بحسب ما نقله تقرير لـ "الجزيرة نت."
وقال الأميرال يايجي إن "الألغام التي يبلغ وزنها 172 كيلوغراما يمكن الكشف عنها بواسطة كاسحة الألغام "سونار" المتوفرة لدينا، لكن من الصعب الكشف عن الألغام التي يبلغ وزنها 30 كيلوغراما، والتي تحتاج لعملية بحث واسعة وشاقة".
ودعا القوات البحرية التركية إلى إجراء مسح ضوئي في المياه القريبة من مضيق البوسفور لكشف هذه الألغام الصغيرة.
ولفت رئيس أركان القوات البحرية التركية السابق إلى أن اللغم إذا لامس السفينة سينفجر ويغرقها، وما يجري يعيق عملية الإبحار في البحر الأسود، مؤكدا أن الألغام سلاح رخيص وخطير ومحظور.
وزاد "إذا اصطدم لغم بإحدى السفن المحملة بالنفط الخام، فستكون كارثة كبيرة"، محذرا أيضا من وصول الألغام الشاردة لسفن التنقيب عن الغاز في البحر الأسود، لذلك قال "يجب اتخاذ التدابير حول منطقة السفن".
وقبل يومين اتهمت هيئة الأمن الفدرالية الروسية العسكريين الأوكرانيين بزرع نحو 420 لغما بحريا في مياه البحر الأسود بمحيط موانئ أوديسا وأوتشاكوف وتشيرنومورسك ويوجني، على خلفية الحرب، محذرة من أن هذه الألغام في حال إفلاتها من مراسيها قد تصل إلى البوسفور ثم إلى حوض البحر المتوسط.
وفي ظل هذا الإعلان، طالبت البحرية التركية السفن بتتبع ألغام محتملة، بينما أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وزارة الدفاع تتخذ كافة التدابير اللازمة، وأنه ليس هناك ما يدعو للقلق.
وكان الأمن الفدرالي الروسي قال إن البحرية الأوكرانية زرعت حقول ألغام من نوع (YM) و(YRM) وقدّر عددها بـ420 لغما قرب موانئ "أوديسا" شمال البحر الأسود، وبسبب العواصف انقطعت الكابلات التي تربطها بالمراسي السفلية، وتحت تأثير الرياح قد تنجرف للجزء الغربي من البحر الأسود.
وبحسب التقارير الروسية، فإن الألغام صُنعت في النصف الأول من القرن الـ20 وزرعتها أوكرانيا مع بداية الحرب في 24 فبراير/شباط الماضي، وهو ما نفته السلطات الأوكرانية.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".
وسعيا منها لمنع القوات الروسية من الوصول لسواحل مدينة أوديسا، اتخذت أوكرانيا خطوة عسكرية خطيرة، تمثلت في زرع مئات الألغام البحرية في البحر الأسود، حسبما جاء في تقرير مكسيم كليموف بصحيفة "فزغلياد" الروسية.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!