ترك برس
حذّرت روسيا، مؤخراً، من انجراف ألغام بحرية زرعتها أوكرانيا قبالة سواحلها، إلى المياه التركية في البحر الأسود، وخاصة باتجاه مضيق البوسفور الذي يشق مدينة إسطنبول.
وقالت هيئة الأمن الفيدرالي الروسية لوكالة "تاس"، إن عاصفة بحرية تسببت في إفلات بعض هذه الألغام من مراسيها ما أدى إلى انجرافها إلى الجزء الغربي من البحر، ومن غير المستبعد - نظرا لكون التيارات المهيمنة قرب هذه الموانئ هي تيارات سطحية جنوبية - أن تنتقل هذه الألغام العائمة إلى مضيق البوسفور ومن هناك إلى البحر الأبيض المتوسط.
وسعيا منها لمنع القوات الروسية من الوصول لسواحل مدينة أوديسا، اتخذت أوكرانيا خطوة عسكرية خطيرة، تمثلت في زرع مئات الألغام البحرية في البحر الأسود، حسبما جاء في تقرير مكسيم كليموف بصحيفة "فزغلياد" الروسية.
ولفت الكاتب إلى أن سرب السفن الروسية، بما في ذلك سفن الإنزال الكبيرة، حافظ منذ بداية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا على وجوده قبالة ساحل أوديسا، ولا يزال هناك على متن تلك السفن المئات وربما الآلاف من مشاة البحرية الروسية المتأهبين في أي لحظة للتحرك باتجاه الساحل الأوكراني أو مدينة أوديسا نفسها، وهو ما يشكل خطرًا على الجانب الأوكراني.
وأوضح أن القوات الأوكرانية اختارت نشر الألغام البحرية قبالة الساحل للتصدي لأي إنزال محتمل للروس في ظل عدم قدرة القوات الأوكرانية على مقاومة نظيرتها الروسية، مشيرا إلى أن الأخيرة في المقابل أخذت تهديد الألغام الأوكرانية على محمل الجد، وقد أظهرت صور الأقمار الصناعية المنشورة أن السرب الروسي مجهز بكاسحات ألغام.
وذكر الكاتب أن الألغام التي وضعتها القوات المسلحة الأوكرانية وانجرافها العرضي المحتمل على سطح البحر، بفعل الرياح والتيارات الهوائية يشكل، في جميع الأحوال، خطرًا على الملاحة المدنية في جميع البلدان خاصة خلال الليل، مفسرا ذلك بقوله إن الغالبية العظمى من الرادارات المدنية، على عكس الرادارات المتخصصة المحمولة على متن السفن، لا تستطيع اكتشاف لغم عائم، مبرزا صعوبة ملاحظة لغم عائم حتى في وضح النهار وفي ظروف رؤية مثالية.
وأوضح أنه رغم احتواء هذه الألغام على حوالي 3 كيلوغرامات من متفجرات "تي إن تي" فإن خطرها، في الواقع، يكمن في عدم احتوائها على بطاريات إلكترونية، وبالتالي فإن مدة صلاحية وخطورة هذه الألغام طويلة، ما دفع الخبراء للتساؤل عن مدى إمكانية وقوع هذا الخطر.
في المقابل، فنّدت البحرية الأوكرانية، صحة المزاعم الروسية هذه، مؤكدة أنها جزء من حرب المعلومات والتضليل التي تقوم بها روسيا منذ بداية الحرب.
وفي 24 فبراير/ شباط الماضي، أطلقت روسيا عملية عسكرية في أوكرانيا، تبعتها ردود فعل دولية غاضبة وفرض عقوبات اقتصادية ومالية "مشددة" على موسكو.
وتشترط روسيا لإنهاء العملية تخلي أوكرانيا عن أي خطط للانضمام إلى كيانات عسكرية بينها حلف شمال الأطلسي والتزام الحياد التام، وهو ما تعتبره كييف "تدخلا في سيادتها".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!