ترك برس
قال السفير التركي لدى الدوحة مصطفى كوكصو، إن بلاده لن تنس موقف قطر المتضامن مع الأتراك ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة، لافتاً إلى أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، كان أول زعيم بين نظرائه حول العالم، استنكر المحاولة الانقلابية.
جاء ذلك خلال لقاء مع الصحفيين في العاصمة القطرية، بمناسبة الذكرى السادسة ليوم "الديمقراطية والوحدة الوطنية"، الذي تحتفل به تركيا سنويا، إحياءً لذكرى إحباط محاولة الانقلاب التي نفذتها عناصر من تنظيم "غولن" الإرهابي في 15 يوليو/تموز 2016، بحسب ما نقلته وكالة الأناضول.
وقال "كوكصو" إن تركيا "تخطت الأزمات ومنشغلة ببناء مستقبلها وعززت هيبة الدولة وكسبت احترام المجتمع الدولي".
وأفاد الدبلوماسي التركي، بأن بلاده "تمكنت بعد القضاء على هذه الفتنة في مهدها من إعادة بناء أجهزة الدولة بما يضمن عدم تكرار هذه الأزمة، لتبقى تركيا بلد ينعم بالديمقراطية وتداول السلطة سلميا عبر الانتخابات وصناديق الاقتراع لا صناديق الذخيرة".
وأشار إلى موقف قطر ووقفتها مع تركيا، مردفا: "لن ننسى وقفة الأشقاء في قطر مع بلادنا والأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني كان أول قائد استنكر الانقلاب بين قادة العالم".
ونوه بـ"التضامن الشعبي الذي عبر عنه الشعب القطري مع تركيا بمختلف الوسائل حينها".
وذكر أن "أخطر ما مثلته هذه المحاولة، هو استهدافها للدولة ومؤسساتها وليس فقط قيادتها السياسية كما يتصور البعض".
وأردف: "الفضل لله أولًا ثم لشعبنا وقيادته السياسية المنتخبة، وعلى رأسها الرئيس رجب طيب أردوغان، وكذلك قيادات أجهزتنا الأمنية والعسكرية الذين استطاعوا امتصاص الصدمة في ساعات معدودة، وحولوا الأزمة إلى فرصة لتطهير أجهزة الدولة من عناصر التنظيم (غولن) الإرهابي، وإعادة تأهيلها بما يضمن عدم تكرار هذا الحدث الجلل".
واستطرد قائلا: "بإذن الله سيكون 15 تموز 2016 آخر الانقلابات في تركيا".
** تضحية الشعب التركي
وأفاد السفير التركي: "لا نسمح لأحد أن يستهين بتضحيات شعبنا، لقد قتل الانقلابيون 250 شخصًا من مواطنينا بالرصاص ودهسًا بالدبابات، كما جرحوا أكثر من ألفين آخرين، لقد كانت هذه المحاولة الانقلابية الأكثر دموية في عهدنا المعاصر".
وأضاف: "بالرغم من كل ذلك، لم تقم الدولة التركية بتصفية من ارتكبوا هذه الجرائم المزهقة للأرواح، بل لم تعقد لهم أية محاكمات استثنائية، ويخضعون جميعًا للمحاكمة أمام القضاء الطبيعي لتتحقق فيهم ولهم العدالة".
وتابع: "يجب أن يعلم الجميع أنه لا أمان لمن أطلق الرصاص على شعبه، ويد العدالة ستطال كل من أضر بمصالح الوطن واستهدف أمنه وسلمه الاجتماعي ومقدراته البشرية والاقتصادية".
وأكمل: "أهم حق كفلته العهود الدولية لحقوق الإنسان هو الحق في الحياة، ولم نسمع صوتًا لمن ينتقدون تركيا حين تم انتهاك هذا الحق للمئات من مواطنينا، ولا حين قامت تنظيمات إرهابية أخرى مثل بي كي كي (PKK) بقتل المئات من شعبنا عبر تفجيرات وقصف عابر للحدود".
وأردف: "تعلمنا من الانقلاب الفاشل كيف نعتمد على أنفسنا، ونطور استراتيجية دفاعنا الوطني، ونحسن اكتفاءنا الذاتي، لهذا السبب تتمتع تركيا بالاستقلال التام والسيادة عندما يتعلق الأمر بالمصالح الوطنية".
واستطرد: "تركيا القوية تعني ضمان السلام والتنمية المستدامين وقوة دافعة لجميع الأحواض المحيطة".
وختم قائلا: "في عام 2023، سنحتفل بكل فخر بالذكرى المئوية لتأسيس جمهورية تركيا (..) كما يصادف هذا العام الذكرى الخمسين لتأسيس العلاقات التركية القطرية".
وتحتفل تركيا بيوم "الديمقراطية والوحدة الوطنية"، إحياء لذكرى إحباط محاولة الانقلاب التي نفذتها عناصر من تنظيم "غولن" الإرهابي في 15 يوليو 2016.
وشهدت تركيا ليلة 15 يوليو/ تموز 2016، محاولة انقلابية نفذتها مجموعة من العسكريين الموالين لتنظيم "غولن" الإرهابي، وهدفت لإسقاط الحكومة واغتيال رئيس البلاد، رجب طيب أردوغان.
وقوبلت المحاولة باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، ما أجبر الانقلابيين على سحب آلياتهم العسكرية من المدن، وأفشل مخططهم.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!