ترك برس
أعلنت تركيا وروسيا مؤخراً، التواصل اتفاق لاعتماد العملة المحلية في التبادل التجاري بينهما، وذلك تزامناً مع تعرض موسكو لعقوبات غربية قاسية، بسبب حربها في أوكرانيا، الأمر الذي يثير تساؤلات حول مكاسب أنقرة من هذه الخطوة.
الاتفاق التركي الروسي، جاء خلال قمة زعيمي البلدين رجب طيب أردوغان وفلاديمير بوتين، مؤخراً، في مدينة سوتشي الروسية، حيث نص الاتفاق على دفع أنقرة جزءًا من ثمن الغاز الطبيعي لموسكو بالعملة الروسية المحلية الروبل، وهو ما اعتبرته بعض الدول الغربية تحديا للعقوبات الصارمة المفروضة على موسكو.
الاتفاق التركي الروسي الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى إنهاء هيمنة الدولار واليورو على التعاملات التجارية بين البلدين ودعم العملتين المحليتين، بحسب خبراء، يأتي في فترة تواجه فيها روسيا عقوبات غربية تستهدف اقتصادها ومصارفها وعملتها بالدرجة الأولى.
وبعد قمة أردوغان وبوتين، قال ألكسندر نوفاك نائب رئيس الوزراء الروسي "إننا نتحدث حول التحول إلى العملات الوطنية بشكل تدريجي، وفي المرحلة الأولى سيتم دفع جزء من التوريدات بالروبل الروسي".
وفي هذا الإطار، نقل تقرير لـ "الجزيرة نت" عن الخبير التركي في شؤون الطاقة والخدمات اللوجستية فاتح طاغري قولو، قوله إن تركيا وروسيا تسعيان منذ سنوات للتخلص من هيمنة الدولار واليورو على تعاملاتهما التجارية، وترغبان في جعل العملتين المحليتين عنصرا رئيسيا في المبادلات التجارية القائمة بين القطاعين العام والخاص لدى الطرفين.
وأضاف أن تركيا منذ أكثر من عام تعاني من نقص في مخزون العملات الأجنبية لدى البنك المركزي، وأن هذه الخطوة قد تساهم في تخفيف العجز الحاصل في مخزونها ولو بشكل بسيط.
وأشار إلى أنّ أهم النتائج الإيجابية لدفع ثمن الغاز المستورد من روسيا بالروبل، ستكون زيادة صادرات المنتجات والسلع التركية إلى الأسواق الروسية، بغية تحصيل أكبر قدر ممكن من العملة الروسية.
وتابع أن "تركيا أمامها فرصة كبيرة لزيادة صادراتها إلى روسيا، ولا سيما أن الأخيرة تعاني من عقوبات أوروبية وغربية، ودفع ثمن الغاز بالروبل من شأنه تمهيد الطريق أمام توسيع نطاق التعامل بالعملتين المحليتين في تجارة السلع والمنتجات الأخرى. وفكرة اعتماد العملة المحلية في عمليات التبادل التجاري بين روسيا وتركيا، من شأنها أن تفتح آفاقا جديدة في العديد من المجالات، كزيادة حجم التبادل التجاري وتعزيز السياحة".
ويرى أن تركيا تعوّل على السياح الروس في تأمين الروبل، في حين أن الرئيس أردوغان صرّح خلال عودته من سوتشي بأن بلاده سمحت لنظام الدفع الروسي "مير" بالدخول إلى بعض المصارف التركية، بهدف تعزيز التحويلات والتدفقات المالية بين البلدين، وأن هناك دراسات لتعميم هذا النظام على كافة المصارف الحكومية والخاصة.
واعتبر أن من إيجابيات دفع جزء من ثمن الغاز الروسي بالروبل، أنه سيمهد الطريق لتوقيع اتفاقية مقايضة العملات (سواب) بين تركيا وروسيا وبمبالغ كبيرة خلال الفترة القادمة، ولا سيما أن هدفًا مشتركًا يجمع البلدين وهو التخلص من هيمنة الدولار واليورو.
التجارة الثنائية بين أنقرة وموسكو
وخلال السنوات الأخيرة، عززت العلاقات السياسية عجلة الحراك الاقتصادي والتجاري بين تركيا وروسيا في القطاعات السلعية والخدمية، مما ساهم في تسارع نمو قيمة التبادل التجاري بين البلدين.
ويتطلع البلدان -من خلال رزمة اتفاقيات- إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما إلى 100 مليار دولار سنويا، في الأعوام القادمة.
وبحسب الأرقام الرسمية، فقد زاد حجم التبادل التجاري بين أنقرة وموسكو العام الماضي بنسبة 57%، محققاً 33 مليار دولار.
وتستورد تركيا من روسيا بالدرجة الأولى منتجات الطاقة وعلى رأسها الغاز الطبيعي، بينما تصدر إلى هذا البلد عددا من المنتجات في مقدمتها الزراعية.
ونفذت روسيا مجموعة مشاريع ضخمة في تركيا، أبرزها خط أنابيب السيل التركي لنقل الغاز الطبيعي الروسي إلى أوروبا عبر الأراضي التركية.
كذلك تنفذ حاليا مشروع محطة آق قويو النووية، ومصنع شاحنات الغاز، وتحتل السياحة مكاناً مهماً في التعاون بين البلدين.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!