ترك برس
قد تبدو ذورة التناقض أن يكون الشخص من أصول مهاجرة ويتعهّد في الوقت نفسه بترحيل المهاجرين واللاجئين في تركيا إلى بلدانهم، في حال وصل إلى السلطة نتيجة الانتخابات المقبلة التي يترشح لها، إلا أن الأمر مختلف لدى سنان أوغان، مرشح تحالف "الأجداد" للانتخابات الرئاسية التركية الذي لا يرى في ذلك أي تناقض، بل يدافع عن الفكرة بكل ما أوتي من قوة.
سنان أوغان وهو أكاديمي وباحث وسياسي قومي تركي ينحدر من أصل أذربيجاني، وعضو سابق في حزب الحركة القومية التركي، وبرلماني سابق. وقد ترشح مؤخراً للانتخابات الرئاسة التركية من قبل تحالف الأجداد (ATA) لعام 2023، بحسب تقرير لـ "الجزيرة نت".
المولد والنشأة
ولد سنان أوغان (Sinan Oğan) في الأول من سبتمبر/أيلول 1967، في مدينة "أيدر" التركية، وهو أصغر أبناء مزارع فقير من أصول أذربيجانية.
وقد عاش أوغان طفولته في مسقط رأسه وسط ظروف مادية صعبة، اضطر معها أن يعمل في الرعي والعديد من الوظائف الأخرى ليتمكن من العيش وإتمام تعليمه الأساسي.
الدراسة والتكوين العلمي
درس أوغان المراحل الأساسية في مدينة أيدر، ثم انتقل إلى مدينة إسطنبول عام 1985 لإتمام دراسته الجامعية، حيث تخرج من كلية إدارة الأعمال بجامعة مرمرة الحكومية عام 1989.
ثم واصل تعليمه في الجامعة نفسها، وحصل على شهادة الماجستير من كلية القانون المالي والبنوك عام 1992، وقدم أطروحة بعنوان "التحليل الهيكلي للقطاع الاقتصادي والمالي في أذربيجان".
وغادر إلى روسيا، حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية والعلوم السياسية من جامعة موسكو الحكومية للعلاقات الدولية (MGIMO) عام 2009.
وكانت أطروحته عبارة عن دراسة حول السياسة الداخلية التركية وأثرها في العلاقات التركية الروسية.
الزواج والعائلة
سنان أوغان متزوج من الكاتبة والباحثة جوكتشان دوغان، ولهما ابن وابنة.
التجربة العملية والسياسية
بدأ سنان أوغان مساره العملي في المجال الأكاديمي، حيث عمل باحثا في معهد الدراسات التركية بجامعة مرمرة بين عامي 1992 و1998.
وأرسل من خلال هذا المنصب إلى أذربيجان، فعمل محاضرا ونائب عميد في مؤسسة الدراسات العالمية التركية بكلية إدارة الأعمال في جامعة أذربيجان الحكومية بين عامي 1992 و2000.
وكان في الوقت نفسه يعمل في وزارة الخارجية التركية، ممثلا لوكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا" في أذربيجان، كما عمل كذلك في القطاع الخاص.
وعاد إلى تركيا عام 2000، وبدأ بإجراء أبحاثه ودراساته من خلال مكتب الدراسات القوقازية التابع للمركز الأوراسي للدراسات الإستراتيجية (ASAM).
وفي عام 2004 أسس وترأس مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي (TÜRKSAM)، والذي يعتبر من أشهر مراكز التحليل والتفكير الإستراتيجي في تركيا، وقدم عبره دراسات بحثية مهمة حول موضوعات الاقتصاد والعلاقات الخارجية وقضايا الأمن على المستوى الوطني.
وفي عام 2006، شغل منصب نائب مدير العلاقات الخارجية في كلية كابادوكيا المهنية لمدة عام، مع استمرار عمله في مركز العلاقات الدولية والتحليل الإستراتيجي (TÜRKSAM).
التجربة السياسية
كان أوغان على اتصال وثيق بالسياسة منذ سنوات الدراسة، وخاصة القضايا التي تتعلق بالقومية التركية، لفكره القومي الداعم للتقارب والتعاون بين الشعوب المتحدثة باللغة التركية.
وفي عام 1990، نظم تجمعا كبيرا في ميدان تقسيم بمدينة إسطنبول، تنديدا بالمذبحة التي قام بها الجيش السوفياتي ضد متظاهرين أذربيجانيين في 20 يناير/كانون الثاني من العام نفسه.
وكان على اتصال بأبي الفضل إلجي بيك (الرئيس الثاني لأذربيجان) قبل حل اتحاد الجمهوريات السوفياتية، وعمل في مكتبه لفترة عام 1991 بعد استقلال أذربيجان.
ودفعه توجهه القومي للعمل السياسي تحت مظلة حزب "الحركة القومية" التركي، وكان يقدم الدعم المعلوماتي لرئيس الحزب دولت بهتشلي منذ عام 2006، من خلال التقارير والتحليلات التي أعدها حول قضايا السياسة الخارجية والأمن.
وبناء على دعوة من بهتشلي؛ رشح أوغان للبرلمان التركي عن ولاية أيدر عام 2011، وانتخب نائبا عن المحافظة الوحيدة التي فاز فيها الحزب في تلك الانتخابات، متجاوزا حزب العدالة والتنمية وحزب الشعوب الديمقراطي.
وأثناء عمله في البرلمان شغل منصب عضو لجنة الدستور البرلمانية ولجنة الشؤون الخارجية.
وفي عام 2015، أعلن ترشحه لمنصب رئيس حزب الحركة القومية، ولكنه طرد من الحزب يوم 26 أغسطس/آب 2015، وبقرار من المحكمة ألغي الطرد في 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، وعاد أوغان إلى الحزب من جديد.
وفي 10 مارس/آذار 2017 طُرد من الحزب مرة أخرى مع ثلاثة من نواب الحزب، لإعلانهم التصويت بـ"لا" في الاستفتاء على التعديل الدستوري، وقيامهم بحملة نشطة في صفوف الحزب للدعوة لذلك، فقرر مجلس الانضباط المركزي في الحزب معاقبة الأربعة بـ"الطرد النهائي".
وعلى الرغم من طرده من حزبه مرتين، فلم ينتقل إلى حزب آخر، ولم يؤسس حزبا جديدا، وأعلن أنه سيبقى مخلصا لحزبه ونضاله رغم العروض التي قدمت له.
ترشحه للانتخابات الرئاسية لعام 2023
رشح سنان أوغان للانتخابات الرئاسة التركية عام 2023 من قبل تحالف الأجداد (ATA)، وهو تحالف يضم أحزابا قومية متطرفة، وأهمها حزب النصر.
واستطاع أوغان جمع قرابة 108 آلاف توقيع، مما أهله لأن يكون أحد المرشحين الأربعة للتنافس على الرئاسة، وبحسب الدستور فإن الترشح للانتخابات الرئاسية التركية يكون إما عبر الأحزاب التي تتمكن من تشكيل كتلة في البرلمان، أو عبر جمع 100 ألف توقيع.
أبرز الوعود الانتخابية لسنان أوغان:
- إلغاء النظام الرئاسي والعودة إلى النظام البرلماني.
- حل المشاكل الديمغرافية التي سببتها -حسب رأيه- هجرات الشعوب الأخرى باتجاه تركيا.
- التأكيد على تأمين عودة آمنة للمهاجرين وخصوصا السوريين إلى بلادهم في أقرب وقت ممكن.
- تشكيل اقتصاد إنتاجي ودعم قطاع الزراعة والوصول إلى الاكتفاء الذاتي غذائيا.
- دعم الديمقراطية في تركيا وتحقيق العدالة والدفاع عن حقوق الإنسان.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!