بولنت أوراك أوغلو - يني شفق
تلقينا أنا وزملائي في الأيام الأخيرة الكثير من الرسائل الصوتية والمكتوبة حول "ميرال أكشنار" زعيمة حزب "الجيد" كانت الرسائل تتساءل عن سبب عدم اعتقالها على الرغم من وجود الكثير من التهم التي تدينها، وفي مقالاتي السابقة ذكرت أن "ميرال أكشنار" أصبحت تدلي بتصريحات تفوق الاتهامات التي توجه إليها، وكانت مقالتي الأخيرة بعنوان: "تم نشر وثائق عن ميرال أكشنار بمثابة "القنبلة"، هل أصبح حزب "الجيد" تابعًا لمنظمة "غولن" الإرهابية؟" وقد كتبت هذه المقالة بناء على الادعاءات القوية لكل من رئيس المجلس التأديبي لحزب "الجيد" "أدهم بايكال" -الذي طُلب طرده من الحزب- و"عصمت كوشاك"، وعلى الرغم من قوة ادعاءاتهم وتصريحهم بها على مختلف المنصات الإعلامية إلا أن "أدهم بايكال" و"يالتشين كوشاك" لم يقدما شكوى رسمية إلى مكتب المدعي العام حتى تاريخ كتابتي لهذا المقال، وفي بيانه الأخير حول هذا الموضوع قال "أدهم بايكال": "بما أن هناك "قرارات سرية" في ملفات بعض الأشخاص ومنهم "أكشنار" فلا بد أن هناك شيئا ما، وهناك ملفات كبيرة في قضية العضو السري المسمى "جرسون" لم يتم حلها منذ 6 سنوات صحيح أن العدالة تسير ببطء لكن إن أمسكنا طرف الخيط فسوف نرى الأصفاد في أيدي البعض وقد حجز على ممتلكاتهم" وأضاف بايكال موضحًا ادعاءه هذا: " لدينا وثائق مهمة بمثابة القنبلة سنستخدمها في النهاية وسنرى يومها أيدي البعض مكبلة بالأصفاد وسيرحلون ويتركون الحزب"، وعندما سُئل بايكال عما إذا كانت "أكشنار" ضمن هؤلاء "البعض" أجاب بأن المدعي العام هو من يقرر ذلك وأضاف: "إن من أهم الأسباب التي أدت إلى فشل حزبنا هو النقص في القادة، ووجود عملاء لمنظمة "غولن" الإرهابية، والتعاون مع "حزب الشعوب الديمقراطي" وأخيرًا استعمال المال الأسود في الحزب"، كما كان توقيت هذه الاتهامات لافتا للنظر ففي الفترة نفسها أشار الرئيس رجب طيب أردوغان إلى خطر منظمة "غولن" الإرهابية قائلًا: "قد يغفل البعض عن منظمة "غولن" الإرهابية التي لن تتوقف أبدًا عن تحين الفرص" كما تحدث بايكال عن الشاهد السري وهو العضو السري المسمى "جرسون" واعترافاته عن البينة السرية لهذا التنظيم. وفي الواقع كانت المعلومات التي قدمها "جرسون" العضو الأكثر سرية في منظمة "غولن" الإرهابية مهمة للغاية؛ فقد كشفت عن ملفات لأعضاء سريين في منظمة "غولن" الإرهابية لم يتم الكشف عنهم رغم التحقيق الدائم منذ 6 سنوات حيث كشفت عن 55 ألف ملف و320 ألف شخص سيتم تنظيم عمليات كبيرة للقبض عليهم وتسليمهم إلى العدالة قريبًا. ولا بد من تعاون "أدهم بايكال" وتسليمه الوثائق التي بحوزته للمدعين العامين المسؤولين عن التحقيق لكشف عملاء منظمة "غولن" الإرهابية في حزب "الجيد" ولا بد من الإسراع في هذا لسلامة التحقيق.
هل هناك سياسيون متورطون في تنظيم "غولن" الإرهابي؟
لقد نوقش تورط بعض السياسيين في محاولة الانقلاب الفاشلة التي قام بها تنظيم "غولن" الإرهابي في 15 تموز/يوليو لفترة طويلة وهناك العديد من التطورات والمؤشرات الملموسة حول هذا الموضوع، ومن المعروف أن العلاقة بين حزب الشعب الجمهوري ومنظمة "غولن" الإرهابية تعود إلى "مؤامرة الكاسيت" عام 2010 وهي مستمرة من خلال المستشارين والعلاقات الخاصة، بل قام أعضاء منظمة "غولن" الإرهابية بدعم حزب الشعب الجمهوري وحزب "الجيد" في الانتخابات الـ 3-4 الأخيرة بشكل علني. والسؤال الذي يجب طرحه هنا ما هذا الاجتماع الذي عقده زعيم حزب الشعب الجمهوري "كليجدار أوغلو" مع كبار مسؤولي الحزب فضلًا عن 720 من قادة المنظمات (القادة السريين) تحت ستار ما يسمى بجمعيات أو نقابات تابعة لمنظمة "غولن" الإرهابية في الولايات المتحدة الأمريكية والتي يشغل "غولن" رئاستها الفخرية، قبل 12 يومًا فقط من محاولة انقلاب 17/25 ديسمبر الفاشلة لمنظمة "غولن" الإرهابية، وما هي القرارات التي تم اتخاذها؟ وبعد تسريب هذا الاجتماع إلى الصحافة أشرت أنا وبعض الكتاب إلى حقيقة أن حزب الشعب الجمهوري كان الأرضية السياسية والداعم السياسي لمحاولة انقلاب 17/25 ديسمبر الفاشلة.
علاقة أكشنار وحزب "الجيد" بـ "مجلس السلام في الوطن" الذي أسسه جنود منظمة "غولن" الإرهابية
بعد دعوة زعيم منظمة "غولن" الإرهابية إلى القيام بانقلاب بسبب فوز حزب العدالة والتنمية في انتخابات في 1 نوفمبر/تشرين الثاني 2015، بدأ أعضاء المنظمة الإرهابية بعقد الاجتماعات والتحضيرات للانقلاب تحت قيادة الجنود والقادة السريين المسؤولين عنهم وحددت الاجتماعات أعضاء ما يسمى "مجلس السلام في الوطن" المؤلف من 38 عضوًا والذي سيقود الانقلاب إلى جانب قادة المدنيين السريين، كما تم اتخاذ "لجنة الوحدة الوطنية" التي نفذت انقلاب 27 مايو 1960 مرجعًا لتنفيذ هذه الخيانة، وعلى غرار "لجنة الوحدة الوطنية" تم تشكيل "مجلس السلام في الوطن" دون الالتزام بالتسلسل الهرمي العسكري. وكان "إعلان الانقلاب" الذي أذيع على قناة "تي آر تي" التي احتلها الانقلابيون، يحمل توقيع "مجلس السلام في الوطن". كما كانت كلمة السر التي استخدمها الانقلابيون مساء 15 تموز للتعرف على بعضهم البعض هي "السلام في الوطن" أيضًا. وفي تصريح لميرال أكشنار قبل أيام قليلة من 15 تموز 2016 حيث ظهرت على بعض القنوات التلفزيونية قائلة: "سأصبح رئيسة الوزراء وسنعمل على مبدأ "السلام في الوطن" لتحقيق السلام في العالم، إن الأمور ستتغير بعد الـ 15 من هذا الشهر". فهل كانت تشير إلى محاولة انقلاب 15 تموز؟
ما هي الجرائم التي يتم التحقيق فيها في حق "أكشنار" عدا قضية العضو السري المسمى "جرسون"؟
من المعروف أن هناك تحقيقًا حول منظمة "غولن" الإرهابية بدأه مكتب النائب العام في أنقرة منذ 6-7 سنوات، ومن المثير للانتباه توافق توقيت اعتراف العضو السري في منظمة "غولن" الإرهابية المسمى "جرسون" وتسليمه بطاقتي ذاكرة تكشف 320 ألف عضو من منظمة "غولن" الإرهابية والقادة السريين فيها، مع تاريخ فتح التحقيق ضد "أكشنار" بتهمة الانتساب لمنظمة "غولن" الإرهابية، وهذا التوافق يعزز الادعاء بأن "أكشنار" من المشتبهين بهم المهمين في قضية العضو السري "جرسون"، وبرأيي ربما تكون "أكشنار" قد خضعت للتحقيق أيضًا بسبب التصريحات التي قامت بها على بعض القنوات التلفزيونية قبل محاولة انقلاب 15 تموز حول "مجلس السلام في الوطن" الذي أنشأه مدبرو الانقلاب وجنود منظمة "غولن" الإرهابية، أخيرًا إن التحقيق في قضية العضو السري "جرسون" وتصريحات "أكشنار" القائلة سأصبح رئيسة الوزراء وستتغير الأمور بعد 15 تموز، قد يشكلان نقطة تحول على صعيد الكشف عن العميل والداعم السياسي لمحاولة انقلاب 15 تموز.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس