ترك برس
قال جودت يلماظ، نائب الرئيس التركي، إن الكثير من الدول الغربية وقعت في ازدواجية المعايير حيال ما يجري في قطاع غزة، بعد أن تبنى مواقف مختلفة فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية، داعياً إياها إلى عدم إعطاء الدروس عن الديمقراطية وحقوق الإنسان من جديد.
وأضاف خلال مقابلة مع قناة الجزيرة مباشر، الخميس، في العاصمة التركية أنقرة، أن تركيا وبعض الدول الأخرى تحاول إخماد النيران في المنطقة، “بينما مع الأسف الشديد تحاول دول أخرى أن لا تتوقف هذه الأمور الوحشية”.
وأوضح أن "ما نشاهده من الحرب في غزة هو “نقطة سوداء في تاريخ البشرية جمعاء، وما يحدث من قتل للأطفال والنساء وكبار السن، هو مجازر ضد الإنسانية”.
وأفاد أن “تركيا تبذل كل ما في وسعها لوقف إطلاق النار، بينما هنالك بعض الدول، وخاصة الدول الغربية التي لا تضغط على إسرائيل من أجل وقف إطلاق النار وحدوث هدنة، بل إنهم يقفون بجانب إسرائيل دون قيد أو شرط، وبالتالي هم شركاء في هذه الحرب، وستصبح هذه وصمة عار عليها”.
وأكد أن الكثير من الدول الغربية فشلت في الاختبار، موضحًا “رأينا ازدواجية في المعايير، شاهدنا من العالم الغربي موقفًا مختلفًا -فيما يتعلق بالحرب الروسية الأوكرانية-، لذلك على العالم الغربي أن لا يعطينا دروسًا عن الديمقراطية وحقوق الإنسان من جديد، لأن ما تبنوه طيلة السنوات الماضية ضربوا به عرض الحائط”.
وقال يلماظ إن بعض الدول تبرر ما تفعله إسرائيل بحق الدفاع عن النفس، “لكن أليس لهؤلاء الفلسطينيين الحق في العيش؟”، مؤكدًا الموقف التركي الذي يعدّ “حماس” حركة مقاومة شعبية، هدفها تحرير بلادها من الاحتلال.
وعن مخالفة إسرائيل للقوانين الدولية وقرارات الأمم المتحدة، قال “الولايات المتحدة تدافع عنها دائمًا أمام المحافل الدولية وداخل الأمم المتحدة، وكلما اتخذ قرار تطعن فيه، لذلك يجب إعادة تشكيل الأمم المتحدة”.
وبشأن زيارة وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن لتركيا قبل أيام، دون إقامة مؤتمر صحفي كما حدث مع باقي الدول التي زارها، قال يلماظ “لدينا حلف مع الولايات المتحدة، لكن هناك بعض الأفكار التي نختلف معها.. ونريد من أمريكا أن تضغط أكثر على إسرائيل، لكن ذلك لم يحدث”.
ورأى يلماظ أن هناك بعض الجهات التي تقوم بدعاية سلبية تجاه الدور التركي بشأن القضية الفلسطينية، وقال “لا يجب أبدًا التشكيك في الدور التركي تجاه هذه القضية، ويجب من أجل إحداث تأثير أكبر، أن تتخذ جميع الدول العربية والإسلامية موقفًا موحدًا”.
وأكد نائب الرئيس التركي أن أنقرة مستعدة للمشاركة كضامن في أي مفاوضات، لكن بشرط “وضع مسار سياسي دائم للقضية الفلسطينية”.
الموقف التركي من التطورات في غزة
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية (حماس) وفصائل أخرى في المقاومة الفلسطينية، إطلاق عملية أسمتها "طوفان الأقصى" ضد أهداف إسرائيلية في غلاف قطاع غزة التي تعاني من حصار مطبق منذ سنوات.
إسرائيل وأمام مباغتة المقاومة الفلسطينية لها، ردت على "طوفان الأقصى" بإطلاق ما أسمته "عملية السيوف الحديدية"، قصفت بموجبها المناطق السكنية وأهداف حماس في قطاع غزة ومحيطها، في محاولة منها لردع العملية الفلسطينية وإيقافها.
وخلّفت الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، آلاف القتلى وعشرات آلاف الإصابات بين المدنيين، وسط تحول القطاع إلى ما يشبه الدمار والركام، وحديث عن إخلاء القطاع من سكانه وإجلائهم نحو الجنوب قرب الحدود مع مصر.
ومنذ اللحظة الأولى لتصاعد التوتر الفلسطيني الإسرائيلي، أكدت تركيا وعلى لسان كبار مسؤوليها على ضرورة وقف إطلاق النار بأقرب وقت حقناً للدماء وتجنباً لمزيد من الضحايا المدنيين، فيما أكد رئيسها رجب طيب أردوغان على أن الحل لتحقيق السلام في المنطقة وفي فلسطين يمر عبر تأسيس دولة فلسطين المستقلة ذات السيادة بحدود 1976 وعاصمتها القدس.
وأمام تصعيد إسرائيل من هجماتها تجاه المدنيين في غزة وعدم استجابتها لمطالب وقف إطلاق النار، صعّدت تركيا ورئيسها أردوغان من موقفها ضد إسرائيل متهمة إياها بـ "ارتكاب المجازر والإبادة الجماعية" في غزة، قبل أن تعلن في 4 نوفمبر/ تشرين الجاري استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة "للتشاور" رداً على المجازر الإسرائيلية بالقطاع.
وأرسلت تركيا حتى الآن عدة طائرات إلى مصر، محملة بمساعدات مختلفة لسكان غزة، إلى جانب فريق من الأخصائيين الطبيين الذين سيقومون بالتحضيرات اللازمة من أجل بناء مشافي ميدانية تركية في معبر رفح وفي مطار العريش بمصر، لعلاج الجرحى الفلسطينيين.
بدورها، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي تكفّلها بسد احتياجات الطاقة الكهربائية للمشافي وسيارات الإسعاف في غزة، طيلة شهر كامل، فيما تواصل منظمات إغاثية تركية إطلاق حملات لدعم ومساعدة سكان غزة.
وقبل قرابة أسبوعين، أعلنت تركيا استدعاء سفيرها في تل أبيب إلى أنقرة للتشاور "رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في غزة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!