ترك برس
قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إن "أولئك الذين لا يرفعون أصواتهم ضد الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل هم مشاركون فيها بقدر مرتكبيها".
وأضاف أردوغان أن "دماء الأطفال الذين يقتلون في قطاع غزة، هي وصمة عار طبعت على جباه من يقدمون الأسلحة والذخيرة والدعم الاستخباراتي للإدارة الإسرائيلية".
وشارك الرئيس أردوغان في اجتماع الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية في مجلس الأمة التركي الكبير (البرلمان) بالعاصمة أنقرة، وألقى كلمة بهذه المناسبة، تطرق فيها إلى آخر المستجدات المحلية والإقليمية والدولية.
وقال إن مسائل أمن حدود البلد ومكافحة الإرهاب وأمن ورفاهية الشعب وحل المشاكل الاقتصادية وإعادة بناء المدن التي دمرها زلزال 6 فبراير/ شباط، هي أهم المواضيع ذات الأولوية القصوى التي لا يمكن أن تتغير على جدول أعمالهم. مضيفا: "كما أن الوحشية الإسرائيلية ضد قطاع غزة، هي مسألة على رأس جدول أعمالنا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول".
وتابع رئيس الجمهورية حديثه بالقول: "إن الحكومة الإسرائيلية التي تحظى بدعم غير محدود من الولايات المتحدة والدول الغربية، تواصل مجازرها دون انقطاع منذ 40 يوما. كما أن إسرائيل من خلال استهدافها بشكل متعمد للمدارس والمساجد والكنائس والمستشفيات والأسواق والمباني والشوارع، تنفذ استراتيجية التدمير الشامل للمدينة وشعبها".
"الإدارة الإسرائيلية تنفذ أبشع الهجمات في تاريخ البشرية ضد المدنيين"
أوضح الرئيس أردوغان أن إسرائيل تمارس بشكل وحشي إرهاب الدولة بالمعنى الحقيقي للكلمة، من خلال تعمدها قصف المدنيين على الطريق بعد إجبارهم على ترك منازلهم. مستطردا بالقول: "يمثل الأطفال والنساء ثلثي ما يقرب من 12 ألف من سكان قطاع غزة الذين قتلتهم إسرائيل حتى الآن. حيث تنفذ الإدارة الإسرائيلية أبشع الهجمات في تاريخ البشرية ضد أطفال ونساء ومدنيي قطاع غزة".
وأضاف أن كل المصطلحات والمفاهيم بما فيها كلمة "حرب" باتت غير كافية لوصف ما يشهده قطاع غزة منذ أربعين يوما. متابعا حديثه: "لأن الحرب أيضا لها أخلاق ولها آداب وشرع وحدود. القاعدة الأولى في قانون الحرب هي عدم التعرض للأطفال والنساء والشيوخ والمرضى.
إن أولئك الذين يقتلون الأطفال الخدّج في الحضّانات والقمّاطات، والذين يمطرون القنابل فوق رؤوس الأبرياء الذين هجّروهم من منازلهم، والذين يحكمون على الناس بالموت من خلال قطع الماء والغذاء والوقود عنهم، والذين يتحدثون عن إبادة أكثر من 2 مليون مدني بالقنبلة الذرية، باختصار، إن من خسر كل القيم الإنسانية ولا يتحلّى بالأخلاق أو الضمير أو الشرف، ليس من البشر، بل هم من الذين قال عنهم الله عز وجل "بل هم أضل سبيلا".
وقال الرئيس أردوغان: "أنا الآن أقول إلى نتنياهو من هنا؛ هل لديك قنبلة نووية أم لا؟ إذا كان كذلك فأعلن عنها، لكنك لا تستطيع. يا إسرائيل، أنت لديك قنبلة ذرية، لديك قنبلة نووية، وتهددين باستخدامها. نحن نعلم هذا أيضا، والآن اقترب أجلك ونهايتك. سواء كنت تملك قنبلة نووية أو تملك أي شيء آخر، فإنك سترحل".
"دماء الأطفال الذين يقتلون في قطاع غزة وصمة عار طبعت على جباه من يقدمون الدعم للإدارة الإسرائيلية"
أكد الرئيس أردوغان أنه لا يمكن لأي أحد يقول "أنا إنسان" أن يقبل أو يبرر ما يحدث في غزة أو يراه مشروعا. مستطردا بالقول: "في الوقت الذي نلعن فيه هذه الإدارة الإسرائيلية، لا يمكننا بالطبع نسيان أولئك الذين يؤيدون هذه المجازر بشكل علني والذين يبذلون قصارى جهدهم لإضفاء الشرعية عليها.
إن أولئك الذين لا يرفعون أصواتهم ضد الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها إسرائيل هم مشاركون فيها بقدر مرتكبيها. إن دماء الأطفال الذين يقتلون في قطاع غزة، هي وصمة عار طبعت على جباه من يقدمون الأسلحة والذخيرة والدعم الاستخباراتي للإدارة الإسرائيلية".
وتابع حديثه بالقول: "هل يمكنكم أن تتخيلوا؟ مئات الأطفال يقتلون تحت القنابل كل يوم، ولا أحد ممن يتحدثون باستمرار عن حقوق الإنسان والحريات من الغرب والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، يجرؤ أن يقول كلمة واحدة. إسرائيل تقتل الصحفيين الذين ينقلون أخبار الفظائع التي ترتكبها في غزة إلى العالم، مع عائلاتهم، ولكن المنظمات الإعلامية الدولية لا تدلي حتى ببيان واحد.
ولا يستطيع مجلس الأمن الدولي أن يحمي حتى موظفي منظمته الأمم المتحدة، ناهيك عن حماية حياة المدنيين في غزة. إن الإرادة التي أظهرتها الدول الـ "121" الأعضاء في الأمم المتحدة في الجمعية العامة، يتم اغتصابها بشكل رسمي من قبل دولة أو دولتين في مجلس الأمن".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!