ترك برس
رأى الكاتب والصحفي التركي المعروف يوسف قبلان، أن هناك "مواجهات مدبرة" تجري بين إسرائيل وإيران، وأن تركيا هي المستهدفة على المدى البعيد.
وأشار قبلان إلى أن إيران أصبحت كبركان هائج تدمر كل من يقف في طريقها، فمن جهة تضرب العراق وسوريا، ومن جهة أخرى تضرب باكستان. "وأياً كان السبب فإن قصف إيران لباكستان أمر في غاية الخطورة".
وذكر في مقال بصحيفة يني شفق أن الهند أبدت سعادتها بالقصف الإيراني لإقليم بلوشستان الباكستاني، حيث تعتبر الهند باكستان عدوها الأبدي. ولم تقف باكستان مكتوفة الأيدي أمام العدوان الإيراني، بل ردت عليه في اليوم التالي بضرب أهداف له في إقليم كردستان.
وقال الكاتب إن امتداد النزاع الذي بدأ في غزة إلى لبنان وسوريا والعراق ومن هناك إلى اليمن والبحر الأحمر، والآن إلى باكستان وإيران هو مؤشر على أن الحرب في غزة قد تمتد إلى أماكن خطيرة أخرى. ويشير ذلك إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة لا تستهدف فلسطين والمسلمين فيها فحسب، بل الشرق الأوسط بأسره.
تركيا هي المستهدفة على المدى البعيد
وبحسب قبلان، فإنه منذ الأيام الأولى لبدء الهجمات والإبادة الجماعية التي شنتها دولة الاحتلال الإسرائيلية في غزة، أدى انتشار جميع القوى العالمية في شرق البحر الأبيض المتوسط إلى ترسيخ فكرة أن الأمر لا يتعلق بفلسطين ولا يقتصر عليها، وقد نوقشت القضية بهذه الطريقة على نطاق عالمي.
فقد قامت الولايات المتحدة بنشر ست غواصات عسكرية على سواحل غزة، ثم أعلنت بريطانيا استعدادها لتعبئة قوتها العسكرية، ودخلت جميع دول أوروبا في سباق لإظهار دعمها العسكري لإسرائيل، وكأن كل هذا لم يكن كافياً، فدخلت الصين والهند إلى المنطقة، حيث نشرت الصين أيضًا ست غواصات عسكرية في شرق البحر الأبيض المتوسط تماماً كما فعلت أميركا، وقد أثار هذا الأمر تساؤلات في أذهان الكثيرين حول ما إذا كانت هذه هي الخطوات الأولى لحرب عالمية ثالثة.
في قضية غزة يبدو أن اليهود هم من يمسكون بزمام الأمور، لكنني أعتقد أن البريطانيين هم من يقف وراءهم.، وأنهم غذوا الصراع بين اليهود والإيرانيين فيما يتعلق بقضية غزة.
يهدف البريطانيون - وفق قبلان - إلى إضعاف اليهود على الصعيد العالمي، وفتح المجال أمام إيران في المنطقة. لكن لماذا يسعون إلى تمهيد الطريق لإيران؟ لكي يقطعوا الطريق أمام تركيا. لكي يمنعوها من التطور، ومن الخروج من دائرة النفوذ الغربي والشرقي، ومن إنشاء محور تركي مستقل.
سوف يحرضون إيران على تركيا!
وتابع الكاتب:
إن النمو المتسارع لتركيا وإثبات حضورها القوي على الصعيد الإقليمي والعالمي يوماً بعد يوم، سيؤدي إلى فقدان النظام العالمي لنفوذه في المنطقة، وبالتالي إلى انسحابه منها تدريجياً.
لقد أثبت النظام العالمي بقيادة البريطانيين وتنفيذ اليهود، أنهم يخططون لإيقاف تركيا باستخدام إيران كأداة. لقد أثبتوا ذلك من خلال غزو العراق وتقسيمه، وتدمير سوريا وتحويلها إلى جحيم، ونشر إيران في البلدين.
إن حصار إيران لتركيا من الجنوب، ثم انتشارها في جميع أنحاء شبه الجزيرة العربية حتى اليمن، هي استعدادات أولية لجعل إيران كابوسًا لتركيا.
وتعد إيران أداة ثمينة للغرب والعصابات اليهودية، لزعزعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، ومنع تركيا من أن تصبح قوة عظمى تعيد النظام إلى المنطقة.
مواجهات مدبرة بين إسرائيل وإيران
لذلك نشهد منذ ثلاثة أشهر فقط مواجهات مدبرة بين إسرائيل وإيران.و يبدو أن هذه المواجهات ستتسارع في الفترة المقبلة. وستكون كل من إسرائيل وإيران في طليعة الأحداث وسيتوسع نفوذهما في المنطقة.
لقد تجاوز المنافق الإيراني الحدود
لطالما كانت إيران كذلك على مر العصور. فعندما كنا نقاتل من أجل البقاء ضد التتار والصليبيين، كان المنافقون الإيرانيون يحاربوننا. وكان صلاح الدين الأيوبي هو الذي لقنهم الدرس المناسب، حين قام بتحويل الأزهر الشيعي ـ معقل الفتنة والفساد ـ إلى الأزهر السني بعد أن أعاد إنشاءه من الصفر، ثم طارد الحشاشين الشيعة حتى الجزائر.
لا ينبغي علينا معاداة إيران، فكل أشكال النفاق والفهم المتدني للتقية والتي تأخذ ألوانًا متعددة، هي سلاح إيران الأكثر فتكاً، وهي لن تتردد في اللجوء إلى العنف والوحشية باسم الوحدة، وخير مثال على ذلك ما قامت به في سوريا من جرائمها المروعة باسم الوحدة، وخلاصة القول: يجب إيقاف إيران فوراً.
لا يمكن لإيران أن تقود العالم الإسلامي، لأن ذلك يتناقض مع الواقع . فعماد العالم الإسلامي هم المسلمون السنة، حيث يشكلون 85٪ منه، لذا لا يمكن أن يحكمه إلا دولة مسلمة كتركيا، بالإضافة إليها هناك مصر وباكستان أيضاً.
يلعب النظام العالمي لعبة قذرة ومدبرة مع إيران، فهو يحرِّض إيران ضد تركيا، ويمهد الطريق أمام إيران، ويدعمها في محاصرة تركيا وعرقلة مسيرها، لكن تركيا لن تقع ضحية هذه اللعبة، وستظهر حنكة ودهاءً بقدر إيران على الأقل.
ينبغي علينا ألا ننسى أبداً أن إيران تدين بوجودها لإسرائيل كما تدين إسرائيل بوجودها إلى إيران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!