فخرالدين التون - صحيفة صباح - ترجمة وتحرير ترك برس
بتنا نصبح كل يوم على أشياء غريبة تحدث في ربوع وطننا الحبيب، ففي الوقت الذي يصرح فيه موراد كارايلان "لقد انتهينا من كوننا حزب العمال الكردستاني" نرى صلاح الدين ديميرطاش وقد صرح "لقد قصد كارايلان أن يقول كذا وكذا" ولم يمضي على تصريح الأول أكثر من 3 أيام.
حزب العمال الكردستاني هو حزب شاشات واستعراضات، يستخدمونه عند الحاجة وعند الانتهاء منه يلقون به إلى سلة المهملات، فلقد استخدموه كثيرا على مر التاريخ؛ من ثمانينات وتسعينات القرن الماضي إلى أوائل القرن الحالي كان حزب العمال الكردستاني يقدم خدمات مختلفة لرجال الأعمال من بلاد مختلفة، ويفعلون ذلك باسم الاستقلال وبسجل نظيف، لكن ولأسباب مختلفة لم يدفع رجال الأعمال مستحقات الحزب.
وفي كل مرة كانت تلوح بها فرص مثل هذه كان الحزب لا يضيعها في محاولة إعادة التسليح، ورأوا في الربيع العربي تلك الفرصة المتجددة فقاموا ليستغلوها وصرح أحدهم قائلا "إننا نجهز لمعارك الشعب". ومن جديد كان الحزب قد أخذ وعدا جديدا من رجال الأعمال، ومن جديد كذلك تمت خيانة الحزب وتم بيعه، فبعد المحاولات البائسة للحزب وتلقيه ضربات موجعة لم ينبس أحد من رجال الأعمال المُشغّلين ولو ببنت شفة، في المقابل رأينا أن الخسائر المستمرة التي لحقت بالحزب دفعته إلى العودة نحو محادثات السلام.
يتمثل هدف الحكومة من هذه المحادثات بسحب كل أسلحة حزب العمال الكردستاني وتفكيكه، وفي كانون الثاني/ يناير من عام 2013 كانت أحداث حديقة غازي والتي على إثرها توقفت محادثات السلام، ثم تلا ذلك الاتفاق الجديد مع رجال الأعمال الذين قدموا كلمتهم من جديد بمهمات إضافية في سوريا، فرأى حزب العمال الكردستاني في الساحة السورية بارقة الأمل المنشود وبدأ يحس بنبضات الحرية تدق من مناطق سيطرته في الشمال السوري.
ثم فكر الحزب ووجد أن بإمكانه تنظيف سجله ومن ثم نقل تجربته السورية إلى تركيا، ولهذا فقد قام بإعادة دائرة الإرهاب القديمة إلى الساحة التركية بعد الانتخابات الأخيرة بغية تحقيق المنشود، ثم تصور الحزب أنه يستطيع ضمان الدعم الإيراني والأمريكي وحتى الألماني في سبيل إنشاء دولته المزعومة.
فما الذي حصل؟ لقد بدأت القوات العسكرية التركية أنجح عملية في تاريخها ضد تلك التكتلات الإرهابية، وقبل أن ينقضي الشهر الثاني كانت تلك العمليات قد أوصلت مراد إلى هذا الحد الذي دفعه ليقول ما قاله "لقد وصلنا لحدودنا ولم نعد نتحمل، لم يعد جبل قنديل مكانا آمنا لنا بسبب الزيارات المتكررة، لقد فقدنا الكثيرين ونحاول أن ندير مواقعنا في جيزرة وغيرها بما يقارب 600-700 مقاتل" لقد باعتنا الولايات المتحدة الأمريكية من جديد.
لقد فشل حزب العمال الكردستاني في قراءة الواقع والخريطة العالمية من جديد كما فشل كذلك في قراءة منطقة الشرق الوسط وتركيا، فالمسلّمات التي كانوا يؤمنون بها ويعملون على أساسها سقطت، فمن الكتّاب الذين يحبون الإرهاب إلى وسائل الإعلام المختلفة التي تقود الحملات الإعلامية في صالح حزب العمال الكردستاني الى الأحزاب والأفراد، كلهم فشلوا وسقطوا.
حزب العمال الكردستاني الذي كان يطالب سابقا بالولايات المتحدة الأمريكية كوسيط في عملية السلام نراه اليوم يرتبط ببريطانيا بعد أن فقد الأمل في أمريكا ويقولون "فلتكن بريطانيا المراقب بيننا وبين تركيا في عملية وقف نار متبادل بين الطرفين". نعلم أن الصحافة قد لا تتمكن من الوصول إلى جبال قنديل؛ ولكن لن تستطيعوا خداعنا كما حصل في موضوع اللاجئين في كوباني الذي كان عنوانكم في التعامل معهم "الاستحواذ"، ثم ألم تسمعوا بأن مخيمات أوروبا فُتحت لهم من بعد نهبكم لهم؟
إن الأمل هو خبز الفقراء وليس حقًا للخائنين!
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس