ترك برس

أفاد رئيس الوزراء التركي "أحمد داود أوغلو" بأنّ الطائرات الروسية التي تنفذ غارات جوية داخل الأراضي السورية، تركّز ضرباتها ضدّ مواقع المعارضة المعتدلة التي تحارب النظام السوري، في حين تتجنّب قصف مواقع تنظيم الدّولة (داعش).

وأوضح داود أوغلو خلال كلمته التي ألقاها لدى مشاركته في افتتاح إحدى المدارس بمدينة إسطنبول، أنّ الطائرات الروسية نفّذت 57 غارة جوية منذ بدء طلعاتها الجوية في سوريا، مشيرًا إلى أنّ 55 غارة جوية استهدفت مواقع للمعارضة المعتدلة، بينما نفذت المقاتلات الروسية غارتين فقط ضدّ مواقع داعش.

كما أضاف داود أوغلو في هذا الصّدد قائلًا: "إنّ المعلومات التي نتلقّاها من الجانب الروسي حيال الغارات الجوية تتناقض مع المعلومات التي تأتينا من الداخل السوري ولقد قمنا بإبلاغ وزارة الخارجية الروسية بذلك".

وأشار داود أوغلو خلال حديثه إلى أنّ إضعاف المعارضة السورية المعتدلة عسكريًا، سوف يؤدّي إلى زيادة فعالية عناصر تنظيم الدّولة في سوريا وسيرفع من احتمال امتدادهم إلى مناطق أخرى غير الواقعة تحت سيطرتهم حاليًا.

وفيما يخصّ انتهاك الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي يوم السبت الماضي، صرّح داود أوغلو بأنّ على الجانب الروسي احترام السيادة التركية، معربًا عن أمله في ألّا تؤثّر الخلافات الحاصلة بخصوص الأزمة السورية على العلاقات الثنائية بين البلدين.

واعتبر داود أوغلو مشاركة الروس عسكريًا في الحرب الدائرة في سوريا، بمثابة تدخل أجنبي، وأنّ الأزمة السورية باتت ازمة إقليمية وعلى الجميع العمل بشكل جاد من أجل حلّ هذه الأزمة.

وفيما يخصّ الصراع مع التنظيمات الإرهابية والتجاوزات التي تحصل في المناطق الحدودية سواء عن طريق البر أو الجو، قال داود أوغلو بأنّ القيادة التركية أصدرت تعليمات صارمة بضرورة الرد المباشر على الانتهاكات البرية والجوية، وذلك دون النظر إلى هوية الجهة التي تقوم بعملية الانتهاك للسيادة التركية.

الجدير بالذكر أنّ روسيا أبدت استعدادها للتشاور مع القيادة التركية بخصوص أزمة اختراق الطائرة الروسية للمجال الجوي التركي، حيث أعرب المتحدث الرسمي باسم الكرملين عن أمله في ألّا تتأثر العلاقات التركية الروسية بهذه الحادثة، بينما أعلن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية بأنّ عملية الاختراق حدثت نتيجة لسوء الأحوال الجوية.

بالمقابل ردّت وزارة الخارجية التركية على عملية الانتهاك عبر بيان مكتوب، حذرت من خلاله القيادة الروسية من مغبّة تكرار مثل هذه الانتهاكات وطالبت السلطات الروسية بتقديم شرح مفصّل عن العملية.