ماركار إسيان - صحيفة يني شفق - ترجمة وتحرير ترك برس

"كاتب من أصول أرمنية" 

عندما واجهنا أحداث غيزي بارك، وما رافقها من محاولة انقلاب، كنا قلقين جدا من تداعيات هذه الحملة الشرسة، لكونها منظمة ومدروسة ومخطط لها بشكل جيد، وتحظى بدعم أجهزة الاستخبارات الأجنبية، بالإضافة إلى غطاء إعلامي واسع، حاول إعادة رسم وعي الناس، ليحقق أهدافهم في القضاء على تركيا الصاعدة.

وقد استهدفت هذه الحملة الشرسة، والاتهامات باختلاس أموال وسرقة وفساد مالي، استهدفت شخص أردوغان، لأنه يحاول تخليص تركيا من نظام الوصاية، وأعلن عن ذلك مرارا وتكرارا، وكان يستمد قوته من الله أولا، ثم من الشعب، واستخدم من أجل ذلك كل ميزات شخصيته من السيطرة والشجاعة والثقة والأمان، وأراد تحقيق ثورة ديمقراطية في الدولة التركية.

نعم، عندما بدؤوا محاولة الانقلاب عام 2013، كانوا واثقين من أنفسهم، ومن مخططاتهم المحكمة، وكانوا أقوياء ومنظمين جدا، بينما كان في مواجهتهم أردوغان، الذي ظهر في تلك الحقبة بأنه وحيد، أمام هذه الهجمة الشرسة.

عشنا أحداث غيزي بارك، ومحاولة الانقلاب، وكنا في حالة رعب من حجم المخططات التي رسمت وحيكت ضد الدولة التركية، لكننا أيضا كنا ندرك أنّ هناك زعيما وطنيا، يستمد قوته من إرادة شعبه، ولهذا نجح هذا القائد بتجاوز الأزمة في نهاية المطاف، لأنهم لم يدركوا حقيقة أنّ الظروف اليوم لا يمكن التحكم بها بقوة المال والقوة المجردة فقط، وأعتقد أنهم الآن يحاولون فهم أسباب فشلهم في محاولتهم تلك.

وقد حاول هؤلاء أيضا توجيه سهامهم نحو المؤيدين، المؤمنين برسالة حزب العدالة والتنمية ورسالة وأهداف أردوغان السامية، هؤلاء الأشخاص أصحاب القيم والمبادئ، كانوا أيضا مستهدفين، ولأنّ القيم والمبادئ بالنسبة لنا أهم من أرواحنا وحياتنا، فإنهم فشلوا في تحقيق مرادهم، معتقدين أننا سنغيّر تلك المبادئ والقيم بعد تعرضنا لتهديداتهم، لكننا نؤمن بأنّ إرادة الله نافذة، فمنّا العمل والاجتهاد، والتوفيق من الله.

يقولون عني بأني إسلامي أرمني متشدد، فعندما نذكر اسم الله في هذه الدولة، نصبح مستهدفين من قبلهم، لكن هذا الأمر لا يعنيني إطلاقا، ولن يعنيني، ربما لا يعرفون أننا أحفاد ملك الحبشة الذي استقبل رسولنا الأكرم صلى الله عليه وسلم، ومع أنّ العقائد كانت مختلفة حينها إلا أننا نحترم ونقدر بعضنا البعض.

قد يكون منا الظالم، ومنهم مظلومون، لكننا في النهاية نلعن الظالم، ونحمي المظلوم، لأنّ هذا جزء من عقيدتنا، ولأنّ أردوغان منا، ولأنه عادل وشجاع، أحببناه، وتجمعنا حوله وساندناه، ونحمد الله أنْ جعلنا نعيش حتى هذه الأيام، حتى نرى مظاهر العز والفخر التي وصلنا إليها، وسنستمر فيها دون انتظار مكافأة من أحد، لأنّنا ندرك أنّ الجزاء من جنس العمل، لكننا نصل إلى حقيقة ذلك متأخرين بعض الشيء.

عن الكاتب

ماركار إسيان

كاتب في صحيفة يني شفق