ترك برس

أثارت الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية حول توصل تركيا وإسرائيل لاتفاق من أجل إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، جدلًا واسعًا في الشارع التركي، في حين أفادت مصادر دبلوماسية تركية، بأن مباحثات جرت بهدف تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن العمل متواصل من أجل الوصول إلى نتائج بأقرب وقت.

هيئة الإغاثة الانسانية وحقوق الإنسان والحريات "إي ها ها"، قالت في بيان لها أمس الخميس، إن أي اتفاق يحصل بين تركيا وإسرائيل، من شأنه أن يكون ضد شعب تركيا وفلسطين والشرق الأوسط بشكل عام، مشيرةً أن موقفها لم يتغير حيال الحصار على غزة وقضية سفينة مرمرة الزرقاء (أسطول الحرية)، مؤكدة ضرورة فك الخصار عن غزة وأنها ستكافح لأجل ذلك.

من جهتها، أشارت الصحفية التركية، مريم غيبري، في تغريدة نشرتها عبر صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي تويتر، بأن "إسرائيل منذ نشأتها حتى اليوم، لم تعتذر من أحد بما فيهم تركيا والولايات المتحدة الأمريكية، ينبغي أن لا ننسى هذا الأمر، دعونا ننتظر ولا نكترث للأنباء المتلاعب بها".

https://twitter.com/meryemgayberi/status/677613853300170752

بدوره اعتبر الأكاديمي التركي، بورا بيرقدار، أنه من الصعب جدًا تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل في ظل استمرار أعمال العنف في فلسطين، مشيرًا إلى أن العلاقات التركية الإسرائيلية مرتبطة بالقضية الفلسطينية.

https://twitter.com/Bora_Bayraktar/status/677766115485945856

الناشط والأكاديمي التركي، بولنت أراص، قال إن العلاقات التركية الإسرائيلية تعد أرضًا ملغومة في السياسة الداخلية، وأن من الصعب إدارة هذه العلاقات في حال لم تتغير المواقف تجاه الفلسطينيين، مضيفًا "تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل، خطوة لازمة، إدارة السياسة الداخلية والمرحلة التي تمر بها المنطقة تتطلب مهنية دقيقة، تحسين العلاقات سيستغرق مدة طويلة".

في سياق متصل، أظهر استطلاع للرأي أجراه الخبير التركي في الشؤون السياسية، عبد الله جيفجي، في موقع تويتر، أن 56% من الناشطين الأتراك المشاركين في الاستطلاع، يعارضون تأسيس تعاون مشترك بين تركيا وإسرائيل مجددًا، حتى وإن وافقت الأخيرة على شروط الأولى.

وطرح الخبير التركي في استطلاع الرأي الذي شارك فيه نحو ألفين و500 شخص، سوال "هل يجب أن يتأسس تعاون مشترك بين تركيا وإسرائيل، إذا لبّت إسرائيل الشروط التي تقدمها تركيا؟"، حيث جاء رأي 44% من المشاركين إيجابيًا، بينما قال آخرون في تعليقات على الاستطلاع أنهم "محتارون".

وكانت مصادر دبلوماسية تركية، أفادت أمس الخميس، أن مباحثات بين تركيا وإسرائيل تتواصل، من أجل إعادة العلاقات الثنائية بين البلدين، في إطار الشروط التي أعلنتها تركيا سابقًا، مشيرةً أن "تدهور العلاقات الثنائية بين تركيا وإسرائيل، جاء في أعقاب تعرض سفينة مرمرة الزرقاء، التي كانت تحمل مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة المحاصر، لهجوم من قبل جنود إسرائيليين في المياه الدولية، يوم 31 مايو/ أيار 2010، وأسفر الهجوم المذكور، عن سقوط 10 ضحايا".

وحول الأنباء التي تناقلتها وسائل إعلام إسرائيلية تفيد بوصول البلدين لاتفاق، أفادت المصادر أن "مباحثات جرت بهدف تطبيع العلاقات الثنائية بين البلدين، وأن العمل متواصل من أجل الوصول إلى نتائج بأقرب وقت".

من جهة أخرى، أفاد مسؤولون في رئاسة الوزراء التركية، في معرض تعليقهم على المسألة، بأنه "لم يتم التوصل إلى اتفاق حتى الآن، فاللقاءات مازالت متواصلة، وتجري بإيجابية"، لافتين إلى أنَّ اللقاءات بين إسرائيل وتركيا تجري منذ مدة.

وكانت تركيا اشترطت على إسرائيل الاعتذار جراء اعتدائها على سفينة مرمرة الزرقاء، ودفع تعويضات عن الضحايا، ورفع الحصار عن قطاع غزة، من أجل إعادة العلاقات إلى ما كانت عليه قبل الهجوم، حيث نفذت إسرائيل الشرط الأول فقط.

وكان المتحدث باسم الرئاسة التركية "إبراهيم قالن"، قال في مؤتمر صحفي يوم 9 كانون الأول/ ديسمبر الجاري، "طُرح موضوع عملية تطبيع العلاقات السياسية العامة بين تركيا وإسرائيل، واتخاذ إسرائيل الخطوات اللازمة التي ينبغي عليها اتخاذها فيما يتعلق بدفع تعوضيات، جراء اعتدائها على سفينة مرمرة الزرقاء، ورفع الحصار عن قطاع غزة".

وأضاف قالن "إذا قام الجانب الإسرائيلي باتخاذ خطوات في هذا الصدد، فإننا بالطبع سنتخذ الخطوات المطلوبة في هذا الإطار"، مشددًا على أهمية "تطبيق الاتفاق الذي تم التواصل إليه سابقاً حول التعوضيات، والوصول لنتائج في المفاوضات التي جرت".

وكان مستشار وزارة الخارجية الإسرائيلية "دور غولد"، أوضح في 14 كانون الأول/ ديسمبر الحالي، أن لدى إسرائيل رغبة دائمة بوجود علاقات مستقرة مع تركيا، وأنها تسعى بشكل مستمر لإيجاد السبل الكفيلة لتحقيق ذلك".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!