جلال سلمي - خاص ترك برس
استيقظت العاصمة البلجيكية بروكسل في 22 آذار/ مارس 2016، على وقع تفجيرات إرهابية استهدفت عددًا من مواقعها الحيوية، وأسفرت عن 34 قتيل وأكثر من 215 جريح.
وقد أعقب التفجيرات الإرهابية ثلة من الإجراءات الأمنية المشددة، حيث استدعت الحكومة البلجيكية الجيش لمساندها في استتباب الأمن، وألغت الرحلات الجوية، وأغلقت المترو، وعلقت عمل القطارات السريعة، وأعلنت الحكومة البلجيكية حظر النشر الإعلامي للصور والفيديوهات الخاصة بالتفجيرات.
وتعليقًا على التفجيرات الإرهابية وما أعقبها من إجراءات أمنية، أوضح الخبير السياسي "مليح ألتنوك" أن المواطنين الأتراك يشاركون المواطنين البلجيكيين العزاء والحالة العصيبة التي يمرون بها، لأنهم يعلمون جيدًا الآثار السلبية التي تتركها الاعمال الإرهابية الغادرة، معربًا عن آماله في أن تدرك هذه الدول أن الإرهاب هو فيروس عالمي ينتشر في كل مكان ولا يفرق بين هذه الدولة أو تلك، بل يستهدف الجميع، مما يوجب على الجميع انتهاج سياسة وقائية موحدة للقضاء عليه، كما أوضح الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان" الأسبوع الماضي.
وأضاف ألتنوك أن تركيا دعت دول الاتحاد الأوروبي مرارًا وتكرارًا إلى اتخاذ تدابير وقائية عاجلة ومجدية لإجهاض أي عملية إرهابية يمكن أن تحدث في المستقبل، ولكن الدول الأوروبية اكتفت باتخاذ إجراءات أمنية بسيطة ومحدودة، ولم تتخذ الإجراءات الأمنية الشاملة التي دعت إليها تركيا، بعين الاعتبار، وهذا ما نتج عنه عواقب وخيمة أوقعت تكرار للعمليات الإرهابية داخل بعض دول الاتحاد.
وفي مقاله بصحيفة صباح "الإرهاب لا يسأل على العنوان"، تناول ألتنوك الحلول التي طرحتها تركيا على الاتحاد الأوروبي كما يلي:
ـ اجتهاد الدول الأوروبية العضوة في الناتو لتحريكه بشكل فعلي للقضاء على داعش ونظام الأسد المغذيين الأساسيين، بشكل مباشر أو غير مباشر، للإرهاب حول العالم.
ـ وضع سياسات اقتصادية اجتماعية مجدية لتأمين حياة كريمة للاجئين إليها، والابتعاد عن سياسة الإهمال أو سياسة الإقصاء.
ـ تخفيض حدة الهجوم الإعلامي الذي تقوم به بعض وسائل الإعلام الأوروبية على الإسلام، والاتجاه نحو حملات إعلامية حاضنة لكافة أطياف المجتمع الأوروبي.
كل الدول تعلم أن الظلم والقهر والفقر وعدم الاكتراث بحال من يتعرض لهم، هي الدوافع الأساسية التي أظهرت داعش، وحافظت على وجودها ليومنا هذا، إذ وجد الكثير من مواطني العراق وسوريا، السنة خاصة، في داعش المنقذ لهم من الظلم والقهر، لذا قبلوا بالخضوع لسلطتها، ولم ينتفضوا ضدها، "لا أعني بذلك أن الجميع دعمها، لكن المعظم أبدى لها الطاعة".
وفي هذه الإطار ولإرساء حل جذري لذلك، يتوجب على المجتمع الدولي وخاصة الاتحاد الأوروبي وضع منهاج شامل لإصلاح النظام السياسي والاقتصادي والاجتماعي في منطقة الشرق الأوسط، وبدون ذلك فإن الإرهاب سيستمر بالتدفق.
الإرهاب ليس له عنوان محدد، فقد يستهدف الشرق اليوم، ولكن غدًا سيستهدف الغرب لا محالة، وهذا هو المعيار الخاص بالمنظمات الإرهابية التي ترى الجميع عدوها ولا تحدد عنوانا دائما لعملياتها الإرهابية، فمن الأفضل لكل الدول مضافرة جهودها لوقف العمليات الإرهابية، وإلا فإن الألم الإرهابي سيصيب الجميع.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس