ترك برس
عُرضت مسودة اتفاقية "سيفر" على الوفد العثماني في باريس بقيادة "أحمد توفيق باشا" في 11 أيار/ مايو 1920. وصرح الرئيس الفرنسي آنذاك ألكسندر ميلران بأن "انضمام الدولة العثمانية إلى الحرب في عام 1914 تسبب في استمرارها بضع سنوات، ولذلك أضيفت بنود صارمة إلى المعاهدة". رد توفيق باشا بأن الدولة العثمانية لا يمكن أن تقبل بمثل هذه المعاهدة، وأرسل برقية في اليوم التالي إلى إسطنبول، وصف فيها الاتفاقية بأنها "تتعارض مع قواعد استقلالية الدولة وسيادتها، ولا يمكن القبول بها لأنها تمهد بوضوح إلى إزالة الدولة العثمانية عن الوجود تدريجيًا".
أرسل السلطان العثماني "محمد وحد الدين الخامس" في 27 أيار رسالة إلى الملك البريطاني "جورج الخامس" قال فيها: "تُبدي الدولة العثمانية شعبًا وحكومةً اعتراضها الشديد على مسودة اتفاقية سيفر التي تقسم الدولة العثمانية وتمهد إلى تحجيم سيادتها على الكثير من أراضيها. ولذلك ترجو منكم إعادة النظر في المسودة مع أخذ العلاقات العثمانية الإنجليزية بعين الاعتبار".
وعلى الرغم من الاعتراض الشديد للدولة العثمانية، إلا أنها كانت تعاني من الضعف، مما اضطرها إلى الموافقة على الاتفاقية لعدم وجود خيار آخر أمامها، حيث قام نائب بغداد في مجلس المبعوثان "هادي باشا" ورئيس الوفد أحمد توفيق باشا بتوقيع الاتفاقية باسم الدولة العثمانية.
بدأت حرب التحرير التركية في عام 1919، واستمرت حتى عام 1922، وذلك في الفترة التي كانت تتفاوض فيها الدولة العثمانية وتوقع الاتفاقيات مع دول التحالف. كانت حكومة حرب التحرير، ومقرها أنقرة، تواصل حربها ضد احتلال اليونان ودول التحالف، وأعلنت رفضها المطلق للاتفاقية واعتراضها على المواد التي تحرم الأناضول من بعض المدن ذات الكثافة السكانية العالية، ومن هذه البنود المرفوضة:
ـ إزمير ومضيق البوسفور حدود يونانية.
ـ تقع منطقة تراكيا ضمن الحدود اليونانية.
ـ الاعتراف بأرمينيا كدولة مستقلة، والاعتراف بحقها بضم مدينتي قارس وأرداهان.
ـ لا يزيد تعداد الجيش العثماني على 50 ألف و700 جندي.
ـ ضم فرنسا لمدن جنوب شرقي الأناضول "ديار بكر، وأضنة، وعنتاب، وأورفة، وماردين".
ـ ضم إيطاليا لمدينة أنطاليا.
ـ إقامة إقليم كردستان في شمالي العراق وشرقي تركيا.
* المصدر: مصتدى بوداك، "حقيقة سيفر في بضعة أسئلة"، دارين تاريخ، آب/ أغسطس 2013
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!