ترك برس
أعلنت وزارة الدفاع الألمانية تمديد وجود قواتها في قاعدة إنجيرليك جنوب تركيا في ولاية أضنة حتى نهاية عام 2017.
وصادق البرلمان الألماني على قرار التمديد حتى 31 كانون الأول/ ديسمبر 2017 في تصويت وافق فيه 445 نائب على القرار بينما رفضه 139 وتحفظ على التصويت نائبان من مجموع 586 نائب.
وذكر موقع الجزيرة ترك أن القرار صدر بعد تصريح الأحزاب البرلمانية الألمانية الرئيسية ـ حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي وحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي وحزب الديمقراطية الاجتماعية ـ بأنه يتوجب على ألمانيا الوقوف إلى جانب حلفائها ضد تنظيم داعش الذي يوجه إرهابه ضد المدنيين.
وأوردت وسائل إعلام ألمانية أن حزبي الخضر واليساري رفضا تمديد وجود القوات الألمانية في القاعدة لمحاربة داعش، بذريعة تعرض المدنيين لحوادث عرضية أثناء العمليات العسكرية المسيرة ضد الإرهابيين.
وبموافقة البرلمان الألماني على قرار التمديد، تبقى الطائرات الاستطلاعية وبعض الطائرات العسكرية الألمانية العاملة في إطار التحالف الدولي لمحاربة داعش متواجدة في القاعدة، إضافة إلى ذلك، فإن الرادرات الموجودة في القاعدة باسم حلف الناتو، والتي كانت ألمانيا بصدد سحبها العام الماضي، ستبقى فاعلة لحماية تركيا.
وفي ضوء ذلك، أوردت وسائل الإعلام التركية أن لألمانيا بوارج عسكرية فاعلة داخل المياه الإقليمية لتركيا تعمل على تزويد قاعدة إنجيرليك بالخدمات اللوجستية وتوفر الحماية البحرية لتركيا تحت مظلة حلف الناتو، ومن المتوقع أن ترفع ألمانيا عددها، إلى جانب أن عدد الجنود الألمان العاملين داخل هذه القوات سيصبح 200 جندي.
ونص القرار في مقدمته على أن ألمانيا تريد العمل بشكل مشترك مع فرنسا والعراق لصد خطر داعش التي تهدد الأمن والسلم الدوليين، مؤكّدًا على أهمية الضربات الاستباقية ضد التنظيم لمنعه من إرسال عناصره إلى دول الاتحاد الأوروبي، ومن المرتقب أن تبلغ كلفة تمديد ألمانيا لوجود قوتها 133 مليون و600 ألف يورو.
وفي هذه الغضون، زارت لجنة البرلمان الألماني للشؤون الخارجية قاعدة إنجيرليك واجتمعت مع القادة العسكريين للاطلاع على مسار العمليات العسكرية ومناقشة إمكانية تأسيس قاعدة ألمانية مستقلة في تركيا تخدم المصالح التركية والألمانية المشتركة.
ويأتي هذا التطور في العلاقات التركية الألمانية بعد تدهور شديد شهدته نتيجة تصويت البرلمان الألماني في 2 يونيو 1915 على قرار قبول "المذبحة الأرمنية"، وقبل ذلك تلويح ألمانيا في مايو من العام المنصرم بسحب قواتها من القاعدة بحجة عدم حاجة تركيا لها بعد الآن، وقد قُيم هذا التلويح على أنه ابتزاز ألماني للضغط على تركيا سياسياً واقتصادياً، عدا عن مهاجمة وسائل الإعلام الألمانية الحكومة التركية موجهةً لها تهمة تسيير الاعتقالات "التعسفية" عشية محاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في تركيا بتاريخ 15 يوليو 2016.
وبينما أدى هذا التدهور إلى رفض تركيا طلب البرلمان الألماني لزيارة بعض نوابه القاعدة بل ومطالبتها لألمانيا بسحب قواتها من القاعدة على وجه السرعة، عملت الحكومة الألمانية على تفادي ذلك التدهور بمشوارات دبلوماسية مكثفة أفضت إلى تخفيف حدة الهجوم الإعلامي على تركيا.
ووصفت وكالة الأناضول للأنباء العلاقات التركية الألمانية في الآونة الأخيرة بأنها متوترة، موضحةً أن برنامج الكوميديا الساخر "جان بوهمارمان" الذي سخر من أردوغان في حلقته التي بُثت بتاريخ 31 آذار/ مارس من العام الجاري، وقبول البرلمان الألماني قرار "مذبحة الأرمن"، ومنع أردوغان من مخاطبة مع المواطنين الأتراك المتجمهرين لإدانة محاولة الانقلاب العسكري عبر الهاتف بتاريخ 31 تموز/ يوليو، كلها أحداث هزت العلاقات التركية الألمانية، إلا أن شعور ألمانيا بضرورة التعاون مع تركيا لمنع الهجمات الإرهابية ودعم تركيا في احتواء الأعداد الهائلة من اللاجئين دفعها للتأكيد في 3 تموز على أن القرار الصادر من البرلمان الألماني حول مذبحة الأرمن مجرد قرار رمزي ليس له تأثير قانوني، الأمر الذي خفف من حدة التوتر بين الدولتين اللتين يجمعهما إرث تاريخي من العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية التي تدفعهما إلى التعاون.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!