ترك برس
تحدّث سياسيون عراقيون عن تداعيات وأبعاد زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، الرسمية المرتقبة إلى بغداد، يوم السبت، والأولى بعد مرحلة من السجالات والخلافات المتبادلة بين البلدين على خلفية وجود قوات تركية في معسكر بعشيقة شمالي العراق.
ونقلت شبكة "الجزيرة" القطرية، عن "سعد الحديثي" المتحدث الرسمي باسم مكتب رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، قوله إن يلدريم استبق زيارته بالتعهد لبغداد بسحب القوات التركية مع بداية استعادة الجيش العراقي مدينة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، والتأكيد على حرص بلاده على أمن وسيادة العراق.
واستبعد الحديثي أن تكون تصريحات العبادي المطالبة بخروج قوات حزب العمال الكردستاني من قضاء سنجار، التابع لمحافظة نينوى شمالي العراق، إشارة إلى وجود اتفاق مسبق بهذا الشأن.
وأوضح الحديثي أن الدستور العراقي لا يسمح بوجود أي تنظيم أو جماعة مسلحة تتخذ من الأراضي العراقية منطلقاً للأعمال العدوانية تجاه دول الجوار.
وأشار إلى أن إقليم كردستان العراق طالب سابقا بخروج هذه القوات التي توجد منذ ثمانينيات القرن الماضي على الشريط الحدودي بين العراق وتركيا.
ويتفق كفاح محمود المستشار الإعلامي لرئيس الإقليم مسعود البارزاني مع الحديثي بشأن وجود حزب العمال الكردستاني، ووصفه بأنه "منظمة إرهابية توجد في المنطقة الخطأ".
ورأى محمود في تصريح لـ"الجزيرة"، أن وجود هذا الحزب داخل الأراضي العراقية سيعقد المشهد السياسي ويوتر علاقات أنقرة سواء مع بغداد أو الإقليم، وحذر من أن استمرار وجوده في سنجار ربما يحوّل المنطقة إلى بؤرة للصراع الإقليمي والدولي، أو يكرر سيناريو قرى جبال قنديل التي هجرها أهلها جراء القصف التركي على مواقع الحزب.
وعن دور حكومة الإقليم في الحد من نشاطه، أكد عدم وجود أي سلطة عليهم، كما أن "هناك خشية من إمكانية حصول احتراب كردي داخلي، وهذا ما يرفضه الأكراد".
وتعد جبال قنديل الممتدة في المثلث الحدودي بين العراق وإيران وتركيا، منطقة خاضعة بشكل كامل لسيطرة حزب العمال الكردستاني، وتوجد فيها قيادات الحزب ومقاتلوه، وهي تشهد قصفا شبه يومي للطائرات التركية على مواقعه.
وحول النقاط الخلافية التي يتوقع بحثها خلال الزيارة، استبعد عضو لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان العراقي "عباس البياتي" التركيز على هذه النقاط، مشددا على أن النقاط المشتركة المتفق عليها بين البلدين ستحتل أولوية أجندة زيارة يلدريم.
وتوقع البياتي أن يتم إبرام اتفاقيات سريعة، فضلاً عن عدد من البروتوكولات، لا سيما ما يتعلق بالملف السياسي والاقتصادي.
وبشأن التعاون الأمني، أكد البياتي أن هذا الأمر يحتاج مزيدا من الوقت والتشاور، مشيرا إلى أن "سيادة العراق أمر مهم، والجانب التركي حريص هذه المرة على فتح حوار مسؤول يخدم البلدين في هذا الجانب".
ونفى في الوقت ذاته أن يكون هناك دور لتركيا في معركة الموصل، مشددا على أن العراق لديه قوة كافية من الجيش والشرطة الاتحادية تقوم بعملية استعادة المدينة، مما يشكل عامل اطمئنان للأتراك.
من جهته رأى رئيس مركز التفكير السياسي العراقي "إحسان الشمري" أن زيارة يلدريم تأتي في إطار طي صفحة الخلافات والاتهامات المتبادلة بين العبادي والرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأشار إلى أن "مصلحة تركيا الآن تتطلب عدم استعداء العراق، وهو يخوض حربا ضد الإرهاب بدعم دولي وإقليمي"، مؤكدا أن "حكومة أنقرة تعلم جيدا أن الاصرار على بقاء قواتها داخل العراق سيعرضها لقرار دولي يدين هذا الوجود، وهو أمر تخشاه تركيا".
كما أكد الشمري أن "من المؤمل أن يتم حسم قضية المياه، التي تشكل عائقا أمام اللجنة المشتركة بين البلدين، فضلا عن ملف استثمار غاز كركوك والبصرة، وتوحيد الجهود ضد الإرهاب الذي سيكون حاضرا بقوة خلال المحادثات".
يشار إلى أن العلاقات بين تركيا والعراق شهدت توترا في الأسابيع القليلة الماضية بعد مطالبة بغداد بسحب القوات التركية من قاعدة بعشيقة شرق مدينة الموصل، ورفض أنقرة ذلك.
وفي وقت سابق، قالت رئاسة الوزراء التركية، أن يلدريم سيجري خلال زيارته للعراق، لقاءات مع الرئيس، فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، إلى جانب مسؤولين حزبين، وسياسيين.
وبعد العاصمة بغداد، يجري يلدريم زيارة لمدينة أربيل، في الإقليم الكردي، يلتقي خلالها رئيس الإقليم، مسعود بارزاني، ورئيس وزرائه نيجيرفان بارزاني، ليبحث معهما مسألة مكافحة الإرهاب، وقضايا اقتصادية ذات اهتمام مشترك.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!