روفيز حافظ أوغلو - ترند نيوز الآذرية - ترجمة وتحرير ترك برس
من يزعمون أن استمرار عملية غصن الزيتون لمدة شهرين يدل على ضعف الجيش التركي يقعون في خطئ كبير؛ لأن الحفاظ على أرواح السكان المدنيين في عفرين كان من بين أولويات أنقرة.
وعند مقارنة تحرير عفرين بتحرير مدينة الموصل في العراق من إرهابيي "تنظيم الدولة" يظهر واضحا الفرق في ثقافة الحرب، إذ لم يرتكب الجيش التركي حالة انتهاك واحدة لا ضد المدنيين فحسب، بل ضد المسلحين الذين استسلموا له أو ممن أخذوا رهائن.
ستكون المرحلة التالية من أعمال تركيا في عفرين بالتأكيد إنشاء البنية التحتية في المدينة، كما يُتوقع عودة بعض اللاجئين السوريين إلى المدينة. وعلاوة على ذلك بدأت تركيا في تكوين إدارة مدنية وبلدية وشرطة محلية وقوات أمن في عفرين.
انتهت بنجاح عملية "غصن الزيتون" التي كانت تهدف إلى ضمان أمن الحدود الجنوبية الغربية لتركيا، ولكن هذا لا يعني أن المعركة ضد الإرهاب قد انتهت. وقبل أسبوع صرح الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أنه إذا لم تستطع حكومة العراق محاربة حزب العمال الكردستاني، فإن الجيش التركي التركية سيشن عملية عسكرية في منطقة سنجار بمفرده.
تقع مدينة سنجارفي شمال غربي العراق بمحافظة نينوى، وتحاذي من الناحية الشمالية الغربية الأراضي السورية التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب. ويستخدم الإرهابيون هذا الممر بشكل رئيسي للتقدم في العراق وسوريا.
وبعد تصريح أردوغان، ذكرت وسائل الإعلام العربية أن بغداد مستعدة للتعاون مع أنقرة في القيام بعمليات عسكرية مشتركة ضد حزب العمال الكردستاني في الشمال. لكن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري قال إنه لا يوجد اتفاق بين بغداد وأنقرة بشأن تلك العملية. ودعا الجعفري تركيا إلى سحب قواتها من بعشيقة في محافظة نينوى.
قد تؤدي العملية العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني في شمال العراق إلى تقوية موقف رئيس الوزراء حيدر العبادي الذي تمكن من دحر إرهابيي داعش. وعلى الرغم من أن حزب العمال الكردستاني يشكل تهديدا حقيقيا للعراق أيضا، فإن تصريح وزير الخارجية الذي جاء على خلفية الانتخابات البرلمانية المقبلة قد يعد مقبولا تماماً. ومن الواضح أن هذا التصريح موجه إلى الداخل العراقي قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في الثاني عشر من أيار/ مايو.
وليس سرا أنه بعد سقوط نظام صدام حسين، أوجدت جميع الانتخابات البرلمانية التي أجريت في العراق العديد من المشاكل ووصلت إلى حد مواجهة شيعية - سنية. فعلى سبيل المثال، بعد الانتخابات التي أجريت في أواخر عام 2005، بدأت الحرب الأهلية في العراق. وبعد الانتخابات البرلمانية عام 2010 اشتدت المواجهة بين السنة والشيعة، وأدت سياسة رئيس الوزراء العراقي آنذاك، نوري المالكي، الذي ابتعد عن العرب السنة، إلى زيادة الاضطرابات. وبعد انتخابات عام 2014 استولت داعش على جزء كبير من العراق.
ونظراً للوضع الحالي في العراق، فضلاً عن رغبة أنقرة في القضاء المبرم على حزب العمال الكردستاني، فمن المحتمل أن تقوم تركيا بشن عملية عسكرية في سنجار بمفردها قبل الانتخابات البرلمانية في العراق.
وفي ضوء هذه الخلفية يطرح السؤال التالي: لماذا اختارت تركيا سنجار بالتحديد لبدء العملية؟ أولا، تعد سنجار المعقل الرئيسي لحزب العمال الكردستاني. ثانيا وجود قاعدة عسكرية تركية بالقرب من المدينة.
تخطط تركيا بعد عملية عسكرية في شمال العراق في منطقة سنجار لإغلاق ممر الإرهابيين بين سوريا والعراق. ومن الممكن في إطار هذه العملية العسكرية المزمعة أن يطهر الجيش التركي مدينة ديريك السورية من الإرهابيين.
في الوقت نفسه علينا ألا ننسى الموقف الإيراني من العراق، ففي حال شن الجيش التركي عملية عسكرية هناك، فقد يؤدي ذلك أيضًا إلى تفاقم العلاقات بين أنقرة وطهران.
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس