ترك برس
اسمها كلثوم أوزن، وهي رياضية وموظفة مكتبة في بلدية باجيلار بإسطنبول، ووظيفتها الأهم أنها أم لطفلين. بدأت مأساتها عندما فقدت أحد أبنائها، وقبل أن تفيق من مصيبتها فجعت بوفاة زوجها في حادث سير.
بعد هذين المصابين، لازم كلثوم اكتئاب شديد، فقد كانت يائسة تماما ومضطربة مما اضطرها إلى تناول حبوب الاكتئاب التي لم تفدها في منع الاكتئاب سوى أنها زادت من وزنها لحد البدانة المفرطة والخطيرة طبيا، ولم يبقَ لها أي أمل في الحياة، ولم تكن تخرج من منزلها.
قابلت كلثوم بالصدفة مدربها وأستاذها حسن فخري شان، الذي ألح عليها بممارسة الرياضة لتتخلص من الاكتئاب والوزن الزائد وتعود إلى الحياة.
وفي حديث لقناة الجزيرة، تقول كلثوم: "كثيرون نصحوني بعدم ممارسة رياضة الكيك بوكسنغ،لأن النساء يليق بهن التزام بيوتهن كما قيل لي، والبعض شكك في قدرتي على ممارسة رياضة عنيفة بسبب وزني الزائد".
وأضافت: "أفراد من أسرتي أنكروا علي أن أمارس رياضة اعتبروها رجالية حيث أنني امرأة متدينة ومحجبة، لم أكترث لهم أيضا". وردّت على إنكار أسرتها لممارستها هذه الرياضة قائلة لهم: "إن على المرأة أن تتفوق على الأخريات في الأمومة والرياضة والعمل والحياة".
قدّم مدرب كلثوم وزوجته الدعم لها، كما أن أعضاء فريقها عزّزوا همتها، وفي فترة وجيزة أصبحت كلثوم تنافس في مسابقة بطولة تركيا. ومن بعد المنافسة توالت الانتصارات والبطولات، حتى حصلت قبل شهر على بطولة تركيا في رياضة الكيك بوكسنغ.
قالت كلثوم "استطعت بفضل هذه الرياضة التخلص من 38 كيلو غرام من وزني، واكتسبت احترامي لذاتي واحترام المجتمع والتقدير في مكان عملي". وعن طموحها تقول: "أنا أسعى اﻵن لتمثيل بلادي في المسابقات على مستوى أوروبا، ولجلب ميداليات ذهبية لتركيا في المسابقات التي سأشارك فيها".
وعند سؤالها "هل أثرت الرياضة في علاقتك بابنك وبعملك؟ أجابت قائلة: "كوني رياضية لم يؤثر على أمومتي ولا على وظيفتي، وحتى ابني ذو الثمانية أعوام اعتاد أن يكون زميلي في الرياضة".
وتضيف كلثوم: "الرياضة تكسبني الطاقة اﻹيجابية التي تنعكس على علاقتي بطفلي وزملائي، وتجعلني أكثر كفاءة في عملي وأكثر أملا في الحياة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!