رسول طوسون – صحيفة ستار – ترجمة وتحرير ترك برس
إن القرار المتّخذ من قبل أردوغان والذي ينص على إجراء انتخابات رئاسية مبكّرة يحمل أهمية كبيرة بالنسبة إلى مستقبل القضية السورية أيضاً وليس مستقبل تركيا فقط، إذ ستؤدي هذه الانتخابات إلى بداية مبكّرة للنظام الرئاسي، وعند رؤية اختلاف وجهات نظر الأطراف تجاه القضية السورية نستطيع إدراك مدى أهمية هذه الانتخابات بالنسبة إلى مستقبل سوريا.
إن وجهة نظر السلطة الحالية وممثلها في الانتخابات المقبلة "أردوغان" تجاه القضية السورية واضحة منذ عدة سنوات، إذ أقرت تركيا منذ البدء على عدم شرعية بشار الأسد، وكذلك تعارض وجود الأسد فيما يخص المستقبل السوري، وتعتبر أن حماية اللاجئين السوريين من ظلم نظام الأسد هي وظيفة إنسانية، في الواقع هذا المبدأ كان سائداً لدى جميع الدول -على رأسها أمريكا- التي تزعم أنها صديقةً لسوريا، لكن اليوم نرى أن تركيا هي الدولة الوحيدة التي استمرت في الالتزام بهذا المبدأ.
أدرك الغرب أن إجراء انتخابات عادلة في سوريا سينتهي برحيل الأسد وانتصار الطبقة الملتزمة والمتديّنة من المجتمع السوري، ولذلك فإن الغرب قد دعمَ الأسد بدلاً من دعم الإرادة القومية للشعب السوري مما أدى إلى وصول الأزمة السورية إلى وضعها الحالي.
استطاعت تركيا الحفاظ على هذا المبدأ من خلال حزب العدالة والتنمية، وفتحت أبوابها للاجئين السوريين، ونظراً إلى ذلك فإن الناخبين الأتراك سيصوّتون في 24 يونيو/حزيران لمستقبل القضية السورية إلى جانب مستقبل تركيا، لأن المرشّح المشترك للحكومة التركية هو رجب طيب أردوغان، وسيستمر الأخير في ممارسة سياسته الحالية تجاه القضية السورية، ويدافع عن وحدة الأراضي السورية والإرادة القومية للشعب السوري.
أما المعارضة التركية فستقوم بعكس ذلك تماماً، إذ تدافع الأحزاب المعارضة في الداخل التركي -على رأسها حزب الشعب الجمهوري- عن مشروعية الأسد وضرورة إعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وتركهم لإنصاف ورحمة نظام الأسد.
في هذه الحال إن انتصار أردوغان في الانتخابات الرئاسية المقبلة يعني دخول تركيا في مرحلة النظام الرئاسي مع استمرار السياسة الممارسة تجاه القضية السورية.
أما انتصار أحزاب المعارضة في الانتخابات ذاتها يعني التخلّي عن تطبيق النظام الرئاسي وبالتالي الانشغال بمشاكل جديدة وإدخال تركيا في متاهة سياسية قد لا تجد مخرجاً منها، إضافةً إلى إجراء المفاوضات مع نظام الأسد حول القضية السورية وإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم وتركهم لإنصاف الأسد، وكذلك عودة التنظيمات الإرهاب لتسيطر على المناطق التي تم القضاء على الإرهاب الموجود فيها من خلال عمليات درع الفرات وغصن الزيتون، وبالتالي الاستهتار أو غض النظر عن
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!
مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس