ترك برس
نشر المفكر الاستراتيجي الكويتي، عبد الله النفيسي، سلسلة تغريدات عبر حسابه في موقع "تويتر"، حول مستجدات الأوضاع في محافظة "إدلب" شمال غربي سوريا، والقمة الثلاثية بين رؤساء تركيا رجب طيب أردوغان، وإيران حسن روحاني، وروسيا فلاديمير بوتين، التي انعقدت الجمعة في طهران.
وقال عبد الله النفيسي في حسابه اليوم: "الآن بدأت مقدمات حرب حقيقية في إدلب. طريقة الروس يقصفون كل المشافي قبل الهجوم البري. مشفى (اللطامنة) تم قصفه وإخراجه من الخدمة. الملفت للنظر أن الإيرانيين إنسحبواجميعاًمن جبهات إدلب باتجاه الباديه على إثر خلاف روسي إيراني".
وتابع قائلا: "بدأ الخلاف في طهران إذ رفض الروس (لأسباب استراتيجيه ودولية) أن يعطوا الإيرانيين موافقتهم على بقاء إيران في سوريا بعد أن تهدأ الأمور. لذلك نلاحظ التوتر الروسي الإيراني وأن إشتباكات روسية إيرانية وقعت في منطقة الساحل واعتقل الروس عناصر إيرانية وبعض الشبيحة".
وأضاف أن تركيا طلبت من التشكيلات العسكرية في إدلب (الشيعية والسنية) الإنسحاب من إدلب لتفادي المجزرة. روسيا وافقت بينما إيران رفضت. وبدأت إيران على الأرض تعارض الموقف الروسي التركي. وتعيق أية إجراءات لتنفيذ المطلب الروسي التركي".
وأكد أنه من "الواضح أن الحسبة الاستراتيجية الروسية تطمح لبقاء روسيا وحدها في سوريا وأنها لن تتسامح مع بقاء إيران في سوريا بعد أن تهدأ الأمور وذلك يعود لعدة أسباب إقليميه (مطلب إسرائيلي) وأسباب دولية ( مطلب أمريكي)".
ويوم الجمعة، اختتمت قمة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع نظيريه الإيراني حسن روحاني، والروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة مستجدات الوضع على الساحة السورية، في طهران.
وخلال القمة، ركز القادة على موضوع منطقة خفض التوتر في إدلب ضمن مناقشاتهم للملف السوري، حيث تم التوافق على مبادئ استمرار التعامل مع المنطقة وفق صيغة أستانة والمحافظة على وحدة سوريا، ومكافحة الإرهاب.
كما وجه القادة رسالة موحدة بضرورة حماية المدنيين في إدلب، خلال أي عملية تستهدف الإرهاب بالمحافظة، وبأنه لا يمكن حل الأزمة السورية إلا سياسيا، رافضين أي توترات تحت ستار مكافحة الإرهاب، وأي مشاريع انفصالية ترتبط بهذه الذريعة.
وتعتبر القمة الثالثة من نوعها، حيث عُقدت القمة الثلاثية الأولى بين زعماء تركيا وروسيا وإيران، في 22 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، بمدينة سوتشي الروسي، بينما جرت الثانية بالعاصمة التركية أنقرة، في 4 أبريل/ نيسان الماضي.
يشار أن النظام السوري وحلفاؤه يحشدون منذ أيام لشن عملية عسكرية على إدلب، وهي آخر محافظة تسيطر عليها المعارضة.
ورغم إعلان إدلب ومحيطها "منطقة خفض توتر" في مايو/ أيار 2017، بموجب اتفاق أستانة، بين الأطراف الضامنة؛ أنقرة وموسكو وطهران، إلا أن النظام والقوات الروسية يواصلان قصفَهما لها بين الفينة والأخرى.
وتعليقاً على ما جرى في القمة، قال العقيد فاتح حسون، رئيس حركة "وطن" والقيادي البارز في الجيش السوري الحر، في حديث مع صحيفة "العربي الجديد"، إنه "كان هناك تباين في ما تريده تركيا من جهة، وما تريده روسيا من جهة أخرى، وكان هناك ميل إيراني لرفض الهدنة لم تظهره إنما تركته للطرف الروسي".
ولفت إلى أن "الوقوف التركي إلى جانب مصلحة الثورة وأهلنا في إدلب كان واضحاً من خلال موقف وتصريحات الرئيس التركي، مما يعتبر وقوفاً كاملاً واستراتيجياً مع الثورة، وهو ما قد يغير من تكتيك روسيا وإيران بالتعاطي مع منطقة إدلب".
وحول مصير شمال غربي سورية، أشار حسون إلى أنه "لا يمكن أن تتضح الصورة إلا بعد أيام، إذ جرت العادة بعد اجتماع دولي أن تنبثق لجان من كل دولة تقوم بمتابعة مخرجات الاجتماع، وما تم الاتفاق عليه"، مضيفاً: "على أقل تقدير يمكن القول إن معركة إدلب تأجلت".
من جهته، رأى المحلل العسكري العميد أحمد رحال، أن قمة طهران "لم تسفر عن شيء"، وأنه تم "ترحيل حل مشكلة إدلب"، معرباً عن اعتقاده بأنه لن تكون هناك عملية واسعة النطاق بسبب الرفض التركي والغربي، متوقعاً "استمرار عمليات استنزاف عسكرية لا أكثر".
أمّا المتحدث الرسمي باسم الهيئة العليا للتفاوض التابعة للمعارضة، يحيى العريضي، فرأى أن "قمة طهران تجاوزت موضوع إدلب، وكانت أوسع من ذلك"، وأن "كل دولة شاركت في الاجتماع حققت ما تريده من القمة".
وأعرب عن اعتقاده بأن نتائج القمة "إيجابية، ولمصلحة الشعب السوري"، على الرغم من "أن قراراتها لم تكن قطعية وحاسمة".
وقال العريضي إن اللافت في القمة هو الموقف التركي الذي وصفه بـ"القوي والجريء والمميز"، إذ "ربطت أنقرة علاقاتها مع موسكو بما سيجري في إدلب".
وأعرب عن قناعته بأنه "ليس من مصلحة روسيا تجاوز تركيا في شمال غربي سورية"، مضيفاً: "ما حدث عملياً ترحيل الحل في إدلب، وربما تحدث تجاوزات من قبل قوات النظام، ولكن لا عملية عسكرية واسعة النطاق، خصوصاً أن الغرب كان واضحاً برفض محاربة الإرهاب على حساب المدنيين".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!