ترك برس
تشارك المرأة التركية بتنمية اقتصاد البلاد بشتى المجالات، فهي نصف المجتمع، كما تحاول بشتى الطرق أن توفر لها ولعائلتها مصدر رزق حلال مهما كانت المهنة التي تمتهنها، ومن هؤلاء النساء السيدة يلديز ديجل، التي تفخر بعملها بصبغ وتلميع الأحذية.
تقيم يلديز ديجل، البالغة من العمر 54 عاما، في منطقة "أبانا" بمدينة "قسطموني"، وتوفر مصدر رزقها من صندوق صبغ وتلميع الأحذية منذ 13 عاما. ورغم أن من المستغرب بل من المدهش والمفاجئ أيضا أن تشاهد امرأة تعمل بصبغ وتلميع الأحذية، تعتبر يلديز، مخضرمة بهذه المهنة لطول المدة التي عملت بها، فهي تعتقد بأن كسب الرزق لا يفرق بين رجل أو امرأة.
يدعوها زبائنها "أبلة يلديز"، وتتصبب عرقا أثناء عملها بالفرشاة التي تحملها بيدها لصبغ وتلميع الأحذية، كما تمضي إلى عملها حاملة صندوقها في ساعات الصباح الباكر.
ولدى سؤالها، كيف كانت بداية عملها بهذه المهنة، أجابت بأنها اشترت صندوق الصبغة ولوازمها لابنها في بداية الأمر، لكن ابنها لم يعجبه أن يعمل بتلميع وصبغ الأحذية، لذلك حملت الصندوق بنفسها دون أن تسيء لابنها ودون أن تغضب منه ودون أن تخجل من ممارسة هذه المهنة الشريفة، وبدأت بالجلوس على قارعة الطريق واضعة أمامها صندوقها لمباشرة عملها بهذه المهنة.
تعرب ديجل، عن أنها لم و لن تتخلى عن مهنتها أبدا، وتقول: "أجلس وأبدأ عملي في الصباح الباكر، وأعود إلى منزلي عندما أنهي عملي. يمكنني أن أصبغ وألمع خمس أو عشر أحذية في اليوم، يرتبط ذلك بوضعي الصحي".
أشارت ديجل، إلى تفاجؤ جميع المارة عند رؤيتهم امرأة تعمل بمهنة تلميع وصبغ الأحذية، وقالت: "هل هناك فرق بين الرجل والمرأة؟ أنا أحب أعمال الرجال، كما أغبط أي امرأة تقوم بهذا العمل، لأنه يعجبني. هل هناك مال للرجل ومال للمرأة؟ المال واحد، فكما يريد الرجل كسب المال تريد المرأة ذلك".
أعرب احد زبائنها، عن تقديره واحترامه للأبلة يلديز، وعن تقدير واحترام المواطنين للمرأة التي تمتهن مهنة شاقة، وقال: "ليكن حلالا عليها هذا العمل، لا يجرؤ معظم الرجال وحتى النساء على حد سواء على امتهان هذه المهنة، وليس لدينا ما نقوله للأبلة يلديز، خاصة أنها امرأة. يتفاجأ المارين من طريقها يمينا ويسارا عند تأكدهم من أنها امرأة".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!