ترك برس
توصلت تركيا والعراق، أمس الخميس، إلى اتفاق أمني يقرّبهما من إقامة "منطقة عازلة" على الحدود بين البلدين، مما يضيق الخناق على تنظيم "بي كا كا" الإرهابي الذي تكافح أنقرة ضده منذ عقود.
جاء ذلك على هامش مباحثات الوفد التركي الذي وصل بغداد، أمس الخميس، وضم وزير الخارجية هاكان فیدان، ووزير الدفاع يشار غولر، ورئيس جهاز الاستخبارات إبراهيم كالين، ونائب وزير الداخلية منير كارال أوغلو.
وكان وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في استقبال نظيره التركي، وقال في بيان صحافي، إنهما «سيعقدان مشاورات سياسية»، بحسب ما نقلته صحيفة "الشرق الأوسط".
وعقد الجانبان «مشاورات أمنية» بشأن العمليات العسكرية ضد «بي كا كا»، ناقشت تحويل المنطقة التي تتوزع فيها القواعد التركية في إقليم شمالي العراق إلى «حزام أمني» يصل إلى جميع المناطق التي ينشط فيها الحزب المحظور، بما في ذلك جبل قنديل.
واستخدم مصدر عبارة «المنطقة العازلة» في حديثه عن هدف العملية العسكرية، وأن أنقرة تريد أن تمتد هذه المنطقة بعمق يتراوح بين 30 و40 كيلومتراً على غرار ما تفعل في سوريا، لقطع الصلة بين «بي كا كا» في العراق وميليشيات "ي ب ك" في شمال سوريا.
وقال مستشار العلاقات العامة والإعلام بوزارة الدفاع التركية، زكي أكتورك، في إفادة صحافية، إن الجانبين التركي والعراقي ناقشا تطوير تفاهم مشترك بشأن الحرب ضد الإرهاب.
وذكرت المصادر أن تركيا ترغب في شن عملية عسكرية واسعة ضد «بي كا كا»، بدعم من أربيل، ودور استخباري من بغداد، وكذلك الحشد الشعبي، كما يفترض أن تنفذ الجهات المعنية «إجراءات أمنية صارمة في منطقتي السليمانية وسنجار».
ورفض مسؤولون عراقيون التعليق على هذه المعلومات، لكن قيادياً في تحالف «الإطار التنسيقي» قال إن بغداد وأنقرة توصلتا إلى تصور مشترك بشأن «مخاطر تنظيم بي كا كا»، مشيراً إلى أن الأتراك عبروا عن قلقهم من أن استمرار نشاط الحزب سيمنع إنشاء طريق التنمية.
وبحسب مصادر تركية، فإن المباحثات أسفرت كذلك عن إنشاء لجان دائمة مشتركة تعمل في مجالات مكافحة الإرهاب والتجارة والزراعة والطاقة والمياه والصحة والنقل.
كما رحبت الخارجية التركية في البيان الختامي المشترك للقمة الأمنية المشتركة بقرار مجلس الأمن الوطني العراقي اعتبار بي كا كا" تنظيما محظورا في العراق، حيث اعتبر الجانبان أن التنظيم يشكل "تهديدا أمنيا" للبلدين، وأن "وجوده على الأراضي العراقية يمثل خرقا للدستور العراقي".
وكان العراق اعتبر خلال اجتماع أمني بين العراق وتركيا في ديسمبر/كانون الأول 2023 أن تنظيم "بي كا كا" يشكل "تهديد مشترك" و"منظمة محظورة"، وذلك للمرة الأولى.
وشهدت العلاقات بين أنقرة وبغداد توترا في السنوات الأخيرة على خلفية ملفات عدة، ولا سيما المياه والطاقة والعمليات العسكرية التركية في شمال العراق.
ويتهم العراق تركيا ببناء سدود تتسبب في انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات في وقت تعاني فيه البلاد من جفاف حاد.
كما لم تُستأنف بعد عمليات تصدير نفط إقليم شمالي العراق عبر ميناء جيهان التركي منذ أن أغلقت تركيا خط الأنابيب قبل عام بعدما أمرت محكمة تحكيم أنقرة بدفع نحو 1.5 مليار دولار تعويضات لبغداد بسبب نقل النفط من "شمال العراق" دون موافقة الحكومة العراقية.
كذلك، تنفذ تركيا منذ 2019 سلسلة عمليات عبر الحدود في شمال العراق ضد "بي كا كا" الإرهابي أطلق عليها اسم "المخلب".
هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!